الى يوم تنتصر رسالته وأصحابه فطمأنه الله على ذلك.
(إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)
ان التوفي هنا يدل على ان الله رفع عيسى بجسمه وروحه معا. لان الكلمة تدل على الأخذ بالكامل.
وجاءت كلمة (ورافعك) شرحا لمعنى كلمة الوفاة.
اما كلمة (ومطهرك) فتشير الى التهمة الرخيصة ، التي أراد اليهود الصاقها بعيسى فطهره الله منها حين استعاده (توفاه) منهم ومن مجتمعهم الفاسد.
ثم بين القرآن ان الله سوف يجازي اتباعك وأعداءك مرتين. ففي الدنيا يجعل اتباعك فوق أعدائك وفي الاخرة يحكم بينهم بالحق.
[٥٦] (فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ)
ولا ينفع لهم انتمائهم الكاذب الى موسى (ع) ، أو نسبهم الشريف الذي يربطهم بالأنبياء ، بل سيأخذهم العذاب الشديد في الدنيا ، متمثلا في الذلة ، والمسكنة ، والتشرد ، وفي الاخرة متمثلا في الجحيم وساءت مصيرا.
[٥٧] (وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
ولأنه لا يحب الظالمين ، فأولى به الّا يظلم أحدا من عباده ، فلا يبخس أحدا