لقد تلى الامام الصادق عليه السلام آية في صلاته وردّدها مرات. فصعق صعقة ووقع مغشيا عليه. فلما أفاق سئل عن ذلك منه قال : «لقد رددتها حتى كأني سمعتها من المتكلم بها فلم يثبت جسمي لمعاينة قدرته» (١).
٢ ـ وتنشأ من صفة الايمان بالقرآن ـ صفة كريمة أخرى هي الاستعداد لتطبيق آياته. ان هذه الصفة شرط هام في فهم آيات الله إذ أن التسليم المسبق لنتائج البحث عن الحق يساعد النفس على البحث المجرد ، كما ان الاستكبار والتردد في قبول نتائج البحث العلمي يقلل من قيمة هذا البحث عند الإنسان وبالتالي يصرفه عنه.
من هنا كان على الإنسان ان يجعل القرآن أمامه ويسلم إليه زمام أمره. قبل أن يبدأ بتلاوة آياته حسبما يصف الامام علي عليه السلام المؤمن الصادق فيقول : «قد أمكن الكتاب من زمامه فهو قائده وإمامه يحل حيث حل ثقله وينزل حيث كان منزله»
وان فريقا من الناس يتلون القرآن فيؤولون آياته حسب أهوائهم ابتعادا عن العمل بها إن هؤلاء لا يؤتون فهم القرآن أبدا. بل ان تلاوة القرآن ستزيدهم وزرا ووبالا.
إنما يؤتى علم القرآن من تواضع للحق وسلم لله وفتش عن الواقع. واستعد سلفا لاتباع الحقيقة لو انكشفت له.
__________________
(١) الصافي ج ١ ص ٤٧