(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ)
ان دراسة تجارب الأمم رؤية واضحة لاوضاعنا تلك الأمم تفرقوا فاذا كل طائفة منهم تتشكل حسب قيم ارضية زائفة ـ قيمة الدم واللغة والإقليم والمصالح العاجلة ، وكان تمسكهم بتلك الروابط أشد من تمسكهم بالدين ـ فلذلك اختلفوا فيما بينهم .. لأن هذه القيم مختلفة ولا تنتج الّا الاختلاف فابتلوا بعذاب عظيم في الدنيا وفي الآخرة.
[١٠٦] (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ)
ان الاختلاف المشروع الوحيد هو بين الكفر والايمان لأنه الخلاف الذي يعترف به ربنا هناك عند الحساب الحق .. والكفر بعد الايمان .. هو الاختلاف حسب القيم الارضية الزائفة بعد تمسك الامة بقيمة واحدة هي قيمة التوحيد.
ان الايمان بالأرض وتقديس التراب والوطنية ومحاربة الناس من أجلها نوع من الكفر بقيمة التوحيد التي تجعلك تؤمن بالله وبكل إنسان مؤمن به ، في اي ارض عاش .. وكذلك الايمان بسائر القيم الزائفة ، من هنا نعرف ان الاختلاف كفر.
[١٠٧] (وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)
لأنهم بقوا ملتزمين بقيمهم وبوحدتهم.
[١٠٨] الوحدة حسب قيم السماء خير للناس وتقدم ورفاهية ، والله يبين ذلك من أجل ان يصل البشر الى مستوى رفيع من التقدم والرفاه.
(تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ)