[١٣٣] وإذا شعر الجميع بالاطمئنان ، جاء دور التوجيه الى تفجير الطاقات ، والتسارع الى الخيرات ، والى مغفرة الله ، كهدف سام لا بد لجميع أبناء الامة أن يبادروا اليه ، أو حتى يتنافسوا من أجله.
(وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)
والمغفرة من الله ، تتبع إصلاح الفساد الاجتماعي والسلوكي ، فلا يغفر الله لمجتمع مكب على أصنام له ، أو مصر على الظلم والاستغلال ، والمنكر والفحشاء ، كما لا يغفر لفرد لم يترك المحرمات ، انما يغفر لهما بعد ان يتركا الذنب ، ويصلحا ما أفسده الذنب فيهما ، فيعيد الظالم حقوق المظلوم اليه. والمستغل يكف عن استغلاله ويسترضي ضحاياه بالمبرات ، وتارك الصلاة يقضي صلواته وهكذا ..
أما الجنة فانها تأتي بالمسارعة في الخيرات ، فبعد عملية الإصلاح تبدأ عملية البناء بالعمل الصالح النشيط والمستمر ذي الهدف الخيّر. إن هذا من أبرز معالم المجتمع المسلم ومن أقوى دعائمه التي يعتمد عليها في مواجهة العدو.
كيف نفوز الجنة؟
[١٣٤] ما هي الأعمال الصالحة التي يجب التسارع فيها للوصول الى الجنة؟! انها كالآتي :
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
وبتعبير آخر : الصفة الاولى : هي العطاء سواء في حالة اليسر أو العسر ، وبالتالي التضحية بالمال ، والإيثار به.