(هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ)
[١٦٤] القيادة التي يديرها رسول الله ، لا تقاس أبدا بالقيادات الجاهلية التي تشيع الدعايات المغرضة ، وعلى الامة أن تعرف واقع كلتا القيادتين ، وطبيعة الاشاعات المغرضة ، وإلّا تنساق وراء كل قوّال لا يعرف غير صناعة الكلمة الكاذبة والقول الباطل.
على الامة ان تفكر لدى تقييمها لهذه الاشاعات (وفي ظروف الهزيمة بالذات) تفكر من هو رسول الله؟ وما هي رسالته؟ ومن هم أعداؤه؟
(لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)
هذا رسول الله الذي أنعم الله به على المؤمنين ، حيث بعثه برسالته لكي يربيهم على التقوى ، ويعلمهم دستور حياتهم الثابت ، ونظام حياتهم المتغير (الكتاب والحكمة) ، ويخرجهم من ضلالتهم السابقة الى نور الهدى.
فهل من الصحيح ان تقبل فيه الاشاعات المغرضة ، الصادرة من القيادات الجاهلية؟
ان الناس بحاجة الى توعية لكي يقيّموا الكلام ، خصوصا وإنّ الطواغيت والظلمة في كل عصر ، يستخدمون الكلام الباطل لتبرير ظلمهم للناس ، ومحاربتهم لدعاة الإصلاح. ولو لا أنّ الناس يرتفعون الى مستوى التقييم السليم ، فإنهم لن يتخلصوا من الطغيان والظلم. وعلى الناس ان ينظروا الى الممارسات العملية ، ولا ينخدعوا بالألفاظ البراقة.