والغل أنواع ، أبرزها خيانة القيادة في أموال الأمة. والرشوة ، والسرقة ، والضغينة ، كلها غل ، وازدواجية ، ونفاق ، يبتعد عنها القائد وبالذات الرسول.
(ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)
الذين يخونون أمانتهم ، ويسرقون أموال الامة ، إنهم سوف يعرضون للحساب أمام الله ، حيث يجازون بعدالة تامة.
[١٦٢] والطريق الوحيد لمعالجة الغل هو تطهير نفوس القادة ، وان يكون هدفهم من مسئولياتهم المناطة بهم رضوان الله ، وليس الوجاهة عند الناس ، أو الحصول على مكاسب مالية أخرى.
(أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)
أي ليس سواء الرجل الذي يجعل رضى الله هدفه الذي يحدد مسيرته ـ والذي يتمثل في إتباع الرسول وقيادته الامينة ـ بينه وبين ذلك الرجل الذي يجعل مكاسبه الشخصية هدفه ، كالمنافقين الذين يشيعون حول الرسول الأقاويل الكاذبة ، ثم تكون حصيلتهم النهائية ، انهم يعودون بسخط من الله في الدنيا ، وجهنم في الآخرة.
[١٦٣] ليس المؤمنون سواء ، فمنهم من يشبه في بعض مواقفه المنافقين ، ومنهم من هو في أعلى القمم ، وكذلك المنافقون درجات مختلفة ، ويجب إلّا يساقون بعصى واحدة ، بل يحسب لكل فرد منهم أو فئة منهم حسابه الخاص.
ذلك ان الايمان أو النفاق ممارسة عملية أكثر منها أقوال حدية ، والممارسة تختلف حسب الأعمال الايمانية أو النفاقية ، والله يعلم درجات المؤمنين والمنافقين ويحاسبهم عليها حسب أعمالهم.