(فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)
القائد يجب ان يكون صاحب قرار ، ولكن القرار يحتاج الى قوة ارادية هائلة ، من أين يأتي بها القائد؟ من التوكل. ذلك ان التوكل على الله (وليس على الناس) يجعل القائد سابقا لأمته ، رائدا في مسيرتهم ، يعطيهم أبدا روحا جديدة ، ويجعله أكثر حزما وإقداما .. وبالتالي أكثر قدرة على تفجير طاقات أمته وتحريك فاعلياتها.
[١٦٠] وبمناسبة الحديث عن التوكل ، يذكرنا القرآن بدور التوكل في حياة المؤمنين ويقول :
(إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
فليست القيادة وحدها التي ينبغي أن تتوكل على الله ، بل المؤمنون أيضا ، وذلك لان النصر الحقيقي آت من الله ، ومن رسالته التي يتمسك بها المؤمنون ، وليس من قوة السلاح أو كثرة العدد.
[١٦١] ويتابع القرآن حديثه عن القيادة ، وعن الشكوك التي حامت حولها بسبب جو الهزيمة ، والشائعات المفروضة ، التي بثها المنافقون وزرعوها في النفوس الضعيفة ، ويقول :
(وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ)
النبي الذي اختاره الله ليس ممن ينطوي قلبه على نية سوء لأمته ، ويتظاهر بغيرها ، ذلك ان هذه الازدواجية سوف تنكشف في يوم القيامة ، حيث تبلى سرائر الناس جميعا.