الناس تكون فيهم صفات سيئة ، واعمال خاطئة ، وعلى القائد ان يصلحها ولكن بالحكمة.
ذلك أن هذه الصفة إنما هي نتيجة ظروف تربوية ، واجتماعية ، واقتصادية معيّنة ، فلا يتحمل الفرد كلّ مسئولياتها وبالاضافة الى ذلك ، فان رؤية الفرد الى تلك الصفات ، والأعمال ، قد لا تكون مثل رؤية القيادة فعليها ان تصلح رؤيتهم ، قبل إصلاح صفاتهم أو أعمالهم.
من هنا يجب أن تتعود القيادة على العفو ، ولكن لا يعني العفو السكوت الى الأبد عن الانحراف ، بل يجب العمل من أجل إصلاحه. وذلك بالاستغفار (طلب الغفران من الله) ، والدعاء بالمغفرة ـ كأي دعاء آخر ـ يجب ان يقارن بعمل مناسب ، وهو محاولة الإصلاح.
ثم ان القيادة يجب ان تقوم برفع مستوى الناس ، وذلك عن طريق التشاور. ذلك ان التشاور يجعل الناس يتحسسون بمسؤولياتهم ، فيفكرون في شؤونهم بجدية أكثر ، ويحاولون إصلاح أنفسهم بأنفسهم ، كما ان القائد يضطر من خلال التشاور الى بيان مختلف وجوه الأمر للناس ، مما يعمق فيهم معرفتهم بالحياة ، ويجعلهم أكثر إحساسا بواجباتهم تجاهها.
بيد ان هذه الصفات يجب الا تنزل القائد الى مستوى منسق بين الآراء ، أو الإرادات فقط ، بل عليه ان يحتفظ بحقه في اتخاذ القرار الحازم. ذلك لان الامة التي تفقد (القرار) تفقد كل شيء ، لان القرار هو الذي يتجاوز الاختلافات ، ويعطي دفوعات هائلة للامة باتجاه تجاوز العقبات ، التي تضخمها عادة الخلافات في الرأي.
من هنا فقد قال الله :