الطرق) والمشاورة والعزم والتوكل.
ثم يتحدث عن أمانة الرسول كرسول ، وأمانة كل قائد رسالي ذي سوابق في التضحية فيما يرتبط بالمهمة التي نسبت الى الرسول ، والبعيد جدا عن طبيعة الامة. ثم يختم الحديث ببيان درجة الرسول ، وكرامة الله للانسانية بأن بعثه إليها.
[١٥٩] من أبرز صفات القائد ، ايّ قائد سعة الصدر والقدرة على تحمل الناس ، بما فيهم من سوء خلق ، وتناقض ، وجهل ، وانحراف ، وسعة الصدر بدورها لا تأتى للقائد الّا إذا كان هادفا ، يحمل في قلبه رسالة عظيمة يستهين من أجلها بالصعوبات التي يلاقيها من قبل الناس ، ولذلك ربط القرآن بين لين الرسول ، وبين رحمة الله (المتمثلة في رسالته).
(فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)
خصوصا وإنّ مجتمع أهل الجزيرة العربية ـ كما كل مجتمع بدائي خشن ـ قد تشبّع بالعنف بما فيه الكفاية ، كان يحتاج الى قدر كبير من الليونة ، حتى يجتمع ويفكر في تصفية مشاكله بالتي هي أحسن.
بينما المجتمعات المتحضرة التي تعودت على الدعة ، فانّ الليونة قد لا تنفيها دائما مثل قوم موسى الذي كان نبيهم موسى (ع) شديدا معهم ، لأنّهم فقدوا إحساسهم بالكرامة.
والقائد يجب أن يربي نفسه على صفة الليونة ، حتى لا تفلت منه كلمة نابية فيجر قومه الى شر مستطير. والليونة تعني الصفات التالية :
(فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)