الصادقة ويبين لنا : كيف نسير حتى نحقق هدف حياتنا ، والمؤمنون الصادقون يهرعون الى الاستجابة للوحي ، ويحاولون تحقيق مهامهم بدقة ابتغاء مرضاة الله.
ولكن الله يشترط عليهم شروطا ، تبدو متعبة لنا ، أما للذي وضع هدفه الأساسي خلاص نفسه من نار جهنم ، فانه عمل بسيط وهو الايمان والتحدي ، وتحمل الأذى في الله والهجرة والقتال والاستشهاد في الله.
[١٩٠] كيف خلقت السماوات والأرض ، وهي لا تزال تخلق وتتطور حسب خطة حكيمة ، وارادة مطلقة ، ويد قوية. ما هذا الليل الذي يلف الكون بظلامه وسكونه؟ وما هذا النهار الرائع الصاخب؟ ومن يسلخ النهار من الليل ، فيغرق الكون في بحر من الهدوء والظلام؟
انها حقائق تثير عقول الذين ينفذون الى لب الحياة ، وما وراء قشورها من أنظمة وأهداف.
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ)
[١٩١] ان هؤلاء أصحاب العقول النيرة ، يعرفون ربهم في أول نظرة الى الحياة. ولا يرون ظاهرة في الحياة ، إلّا ويذكرون ربهم ، لأنهم يعبرون فوق جسر الظاهرة بسرعة ، ويصلون الى الحقيقة ، التي تقول ان الله هو خالق هذه الظاهرة ، ومدبرها الآن ، والذي يطورها من حال لحال ومن لحظة لأخرى.
فهم يذكرون الله قياما وقعودا ، وذكرهم آت من تفكرهم العميق في ظواهر الحياة ، وتفكرهم سليم لأنه سوف يؤدي الى معرفة الحقائق ، وأبرزها معرفة ان الحياة ليست باطلا وبلا هدف ، وليست فوضى وبلا سنن ، وهدف حياة الإنسان وسنتها