أهل الكتاب ليسوا كلهم كفارا ، بل فيهم متقون حتى لا نتصور أنّ اليهود مثلا أهل النار ، لأنهم يهود وكفى ، ونحن نصبح أهل الجنة لأنا مسلمون وحسب ، بل ان العمل هو وحده ، مقياس الحق بين أهل الجنة وأهل النار.
بينات من الآيات :
[١٩٦] بالرغم من تمتع الذين كفروا بقوى ظاهرة ، وحرية الحركة ، والتصرف في البلاد ، فان أيامهم معدودة.
(لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ)
[١٩٧] (مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ)
[١٩٨] اما المتقون الذين يلتزمون بمنهج السماء بالكامل فهم الفائزون.
(لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ)
ان المؤمنين بحاجة الى صفتين هما : الالتزام والانضباط التام بالمنهج ، والنشاط ويسمي القرآن ـ حسبما يبدو لي ـ الالتزام الإلهي بالتقوى ، كما يسمي النشاط في سبيل الخير بالبر.
وقد اوحت هذه الآية بهاتين الصفتين معا.
[١٩٩] ولا يكفي ان يكون المؤمن معتقدا بالله وبرسوله ، وان يقول أنا مسلم في أن يحصل على الجنة كلا : ان الجزاء يلحق العمل ، سواء كان الشخص مسلما أو كان من أهل الكتاب.
(وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ