«ان الله تعالى قال لي : يا محمد و (لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) ، فأفرد الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب وجعلها بإزاء القرآن. وأن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش ، وان الله خصّ محمد وشرّفه بها ولم يشرك فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان ، فأنه أعطاه منها بسم الله الرحمن الرحيم. الا تراه يحكي عن بلقيس حين قالت : «إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ». الا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد وآله ، منقادا لأمرها ، مؤمنا بظاهرها وباطنها ، أعطاه الله بكل حرف منها حسنة ، كل واحدة منها أفضل له من الدنيا بما فيها من أصناف أموالها وخيراتها. ومن استمع الى قارئ يقرؤها ، كان له قدر ثلث ما للقارىء. فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرّض له فإنه غنيمة لا يذهبن ، أو انه فتبقى في قلوبكم حسرة».
(مجمع البيان ج ١ ـ ص ١٧ ـ ١٨)