الخط العام لهذه السورة.
الإطار العام للسورة :
عمّ تتحدث سورة البقرة؟
قد تواجهنا صعوبة في الإجابة على هذا السؤال ، ولكن يمكن أن نقول بما ان مطلع السورة يقسّم الناس ثلاثة : المسلم ، والكافر ، والمنافق ، وتتحدث السورة بعدئذ عن هذه الأنواع بإسهاب ، ثم مع التركيز على صفات المؤمن ، نستطيع القول بأن الخط العام للسورة هو إرساء قواعد الشخصية الإيمانية ، سواء في مستوى الفرد المؤمن أو الأمة المؤمنة.
ومن هذا المنطلق تتحدث السورة عن بني إسرائيل ، وعن قصة البقرة ، وعن الانحرافات التي وقعت في هذه الأمة المؤمنة. حيث جاء القرآن يحذّر المؤمنين منها. ومن هذا المنطلق أيضا تتحدث السورة بعدئذ عن واجبات المؤمن (الفرد ، الأمة) مبتدء إياها بالقبلة (رمز الوحدة وصبغة الشخصية المؤمنة) ثم الحجّ (رمز الوحدة والعبادة) ثم القصاص ، ثم الصيام و.. و..
وذكرت في هذه السورة كلمة تستطيع أن تعبّر بوضوح عن الخط العام لهذه السّورة هي كلمة (صبغة) في قوله سبحانه وتعالى : «صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً» لقوم يؤمنون فهذه السّورة تحدّد الصّبغة الإيمانيّة في كافّة أنشطة المؤمن.
وبالرغم من انّ سور القرآن الأخرى تتحدّث عن صبغة الله أيضا ، ولكن تلك السّور تركّز في الحديث عن جوانب من هذه الصّبغة ، بينما تتحدّث هذه السّورة عنها بوجه عام وبشكل يترابط فيه ظلال هذه الصّبغة لتكوّن صورة متكاملة أمامنا.