وذكر ابن كناسة عن خالد بن صفوان (١) أنه قال : مهبّ الصّبا ما بين مطلع الشّرطين إلى القطب ، ومهبّ الشّمال ما بين القطب إلى مسقط الشّرطين ، ومهبّ الدّبور ما بين مسقط الشّرطين إلى القطب الأسفل ، ومهبّ الجنوب ما بين القطب الأسفل إلى مطلع الشّرطين.
وذكر الأصمعي (٢) وأبو زيد الأنصاري (٣) في تحديد الرياح نحوا مما قاله أهل الحساب.
قال الأصمعي : معظم الرياح أربع. وحدّهن بالبيت الحرام ، حرسه الله تعالى. فقال : القبول التي تأتي من قبل الكعبة ، شرّفها الله تعالى ، وهي الصّبا. والدّبور التي تأتي من دبر الكعبة ، والشّمال التي تأتي من قبل الحجر (٤) ، والجنوب من تلقائها ، يريد تلقاء الشّمال. قال وكلّ ريح انحرفت ، فوقعت بين ريحين من هذه الرياح فهي (٥) نكباء.
وقال أبو زيد مثل ذلك.
وأنشدوا لذي الرّمّة يذكر الرياح الأربع والنّكب :
__________________
(١) هو خالد بن صفوان بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم التميمي المنقري ، من فصحاء العرب ، ولد ونشأ بالبصرة ، وكان يجالس الخلفاء ، وأدرك خلالة أبي العباس السفاح العباسي. ترجمته في وفيات الأعيان (١ / ٢٤٣) في ترجمة أبي بردة الأشعري) ، وأمالي المرتضى ١ / ٢٩٥ ، ٢ / ٢٦١ ـ ٢٦٢ ، ومعجم البلدان.
(٢) هو أبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي ، اللغوي البصري المشهور (٢١٦). ترجمته في الفهرست ٥٥ ـ ٥٦ ، وطبقات النحويين للزبيدي ١٨٣ ـ ١٩٢ وأخبار النحويين البصريين ٤٥ ـ ٥٢ ، وتاريخ بغداد ١٠ / ٤١٠ ـ ٤٢٠ ، وانباه الرواة ٢ / ١٩٧ ـ ٢٠٥ ، وطبقات القراء ١ / ٤٧٠ ، وبغية الوعاة ٣١٣ ـ ٣١٤.
(٣) هو أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري ، اللغوي البصري المشهور (٢١٥). ترجمته في الفهرست ٥٤ ـ ٥٥ ، وطبقات النحويين للزبيدي ١٨٢ ـ ١٨٣ ، وأخبار النحويين البصريين ٤١ ـ ٤٥ ، وتاريخ بغداد ٩ / ٧٧ ـ ٨٠ وإنباه الرواة ٢ / ٣٠ ـ ٣٥ وطبقات القراء ١ / ٣٠٥ ، وبغية الوعاة ٢٥٤ ـ ٢٥٥.
(٤) منطقة عند وادي القرى في شمال الحجاز ناحية.
(٥) في الأصل المخطوط : وهي ، وهو غلط.