القديمة كاليونان والسريان وغيرهم. وأخذ به العرب في الجاهلية نقلا عن أهل بابل أيضا (١). يدلنا على ذلك جملة من الآيات وردت في القرآن الكريم ، مثل قوله تعالى :
(اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ)(٢) ؛ ومثل قوله : (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً)(٣).
ونرى أن لفظ طباق ، ومفردها طبقة ، اللذين شاعا في اللغة العربية ، واكتسبا صفة المصطلح منذ القديم ، ووردت أولاهما كذلك في القرآن الكريم ، نرى أن أصلهما بابلي سامي ، من كلمة طبقت Tupuqu t (٤).
ويغلب على ظننا كذلك أن لفظ الفلك الذي شاع في اللغة العربية ، واكتسب صفة المصطلح منذ القديم أيضا ، مثل كلمة طباق سواء ، أصله بابلي أيضا ، من كلمة بلكّ Pulukku (٥).
هذا وقد استعمل العرب في الجاهلية السنة القمرية التي تدور شهورها في أيام السنة ، ولا تثبت ، لنقصان أيامها عن أيام السنة الشمسية. فكان الشهر من شهورهم يدور في فصول السنة المختلفة ، خلال دورة زمنية معلومة. فبينا هو يوافق الصيف في سنة من السنين مثلا ، إذا هو يوافي في الشتاء بعد سنوات. كما هي الحال في أيامنا هذه بالنسبة إلى السنة القمرية التي نسميها بالسنة الهجرية فشهر
__________________
(١) المصدر السابق ١٠٥.
(٢) سورة الطلاق ٦٥ / ١٢.
(٣) سورة نوح ٧١ / ١٤.
(٤) علم الفلك ، تاريخه عند العرب في القرون الوسط ١٠٥.
(٥) المصدر السابق ١٠٥ ـ ١٠٦.