وفي أربعة عشر منه عيد الصليب للروم (١). وفيه نوء مذكور.
وفي ثلاثة وعشرين منه تحلّ الشمس بأول برج الميزان. وحينئذ ينقلب الزمان. فيعود خريفا محضا. وتطلع الشمس من مشرق الاستواء ، ويعتدل الليل والنهار ، فيكون في كل واحد منهما اثنتا عشرة ساعة. وذلك أوّل فصل الخريف.
ثم تهبط الشمس في مطالعها الجنوبية ، ويزيد الليل على النهار. وفي هذا اليوم أيضا تحلّ الشمس بالغفر ، ويتوسّط السماء عند غروب الشمس سعد الذابح ، وفي نصف الليل النّطح ، وفي وقت السّحور والأذان الدّبران ، وعند طلوع الفجر الهنعة ، ويسقط الفرغ (٢) الثاني ، ونوؤه أربع ليال ، وهو نوء محمود مذكور كذلك نوء الفرغ (٢) الأوّل. قال الشاعر :
يا أرضنا ، هذا أوان نحيين (٣) |
|
قد طال ما حرمت نوء الفرغين |
ونوء الفرغ (٢) الثاني أوّل أنواء الوسميّ ، وهي خمسة ، أوّلها نوء الفرغ (٢) الثاني ، وآخرها نوء الثّريّا. وإنّما سميّت (٤) هذه الأنواء وسميّا لأنه يسم الأرض بالنبات.
وعند سقوط الفرغ (٢) الثاني يقطف الرمّان والسفرجل ، وينتهي غور الماء ، وتهيج الظباء ، ويطلع العوا ، ويطلع بطلوعها السّماك الرامح. قال ساجع العرب :
__________________
(١) وهو عيد العثور على الصليب الذي صلب عليه المسيح عليهالسلام في عقيدة النصارى ، وانتزاعه من أيدي اليهود ، وكان مدفونا ببيت المقدس (الآثار الباقية ٣٠١).
وقال البيروني في الآثار الباقية أيضا ٢٩٦ : «وقد ذكر محصولهم أنه ظهر في زمان قسطنطين المظفر شبه صليب من نار أو نور على السماء. فقيل للملك قسطنطين : اجعل هذه العلامة رايتك ، فستغلب بذلك الملوك الذي احتوشوك. ففعل وغلب ، وتنصر لذلك. وأنفد والدته هيلاني إلى بيت المقدس لطلب خشية الصليب فوحدتها مع صليبي اللصين المصلوبين مع المسيح ، بزعمهم. فاشتبه أمرها عليهم ، ولم يهتدوا إليها دون أن وضعت كل واحدة منها على ميت. فلما مسته خشبة صليب عيسى عاش ، فعلمت أنها هي».
وأنظر أيضا القانون المسعودي ٢٥٣.
(٢) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.
(٣) في الأصل المخطوط : لحيين ، وهو تصحيف.
والشطران في الأنواء ٨٢ منسوبين إلى الكميت ، والأزمنة ١ / ٣١٤.
(٤) في الأصل المخطوط : سمي ، وهو غلط