ويقال لليلة ثمان وعشرين الدّعجاء ، ولليلة تسع وعشرين الدّهماء ، ولليلة ثلاثين اللّيلاء.
ويقال للقمر الزّبرقان ، وللدارة التي تحيط به الهالة. ويقال لضوئه الفخت (١).
وإذا حلّ القمر بالمنزلة مقارنا لها قيل : قد كالح القمر ، وهي المكالحة. وكانوا يكرهون ذلك ، ويستحبّون أن ينزل بالفرجة بين المنزلتين ، إلّا الفرجة التي بين الثريّا والدّبران فإنهم يكرهون نزوله بها دون سائر الفرج (٢).
وربما خطرف (٣) القمر المنزلة فنزل بالتي تليها. وربما قصّر عنها فنزل دونها. وربما عدل عن المنزلة (٤) فنزل بغيرها مما يتّصل بها. فمن ذلك الهنعة ، ربما عدل عنها فنزل بالتّحايي (٥) ، ومن الناس من يعدّ التّحايي من الهنعة. وربما عدل عن الذراع فنزل بالذراع الأخرى (٦). وربما عدل عن السّماك فنزل بعرش السّماك. وربما
__________________
(١) في الأصل المخطوط : الفحت ، وهو تصحيف ، والتصويب من الأزمنة ٢ / ٥٦ واللسان (فخت).
(٢) تسمى هذه الفرجة ضيقة لضيقها ، وهي نجمان صغيران متقاربان ، وتعتبر موضع نحس عندهم ، ولذلك كرهوها. أنظر الأنواء ٣٨ ـ ٣٩ ، ٨٦ ، والمخصص ٩ / ١٢ ، والأزمنة ١ / ١٩٦ ـ ١٩٧.
(٣) خطرف : بمعنى جاوزه وتعداه هاهنا ، من خطرف البعير في مشيه إذا وسع خطوه يجعل خطوتين خطوة واحدة.
(٤) في الأصل المخطوط : المنزل ، وصوبناه لموافقة المؤلف على ما درج على استعماله وإلا فالمنزل والمنزلة جائزان هاهنا.
(٥) التحايي : ثلاثة كواكب حذاء الهنعة ، واحدها تحياة ، وهي بين المجرة وبين توابع العيوق. وكان أبو زياد الكلابي يقول التحايي هي الهقعة. أنظر الأنواء ٤٢ ، ٨٦ ، والأزمنة ١ / ١٨٩ ، والآثار الباقية ٣٤٢ ، ٣٥١ ، واللسان (حيا.
(٦) القمر ينزل بالذراع المقبوضة ، وإذا عدل عنها نزل بالذراع المبسوطة ، وهما ذراعا الأسد. أنظر الأنواء ٤٨ ، ٤٩ ، والمعجم الفلكي ٣٨.