ومنهم من جعله في تسعة عشر منه.
ومن أهل الحساب من قال إن الاعتدال وحلول الشمس بالحمل في خمسة عشر من آذار. وهذا قول أهل الرصد المحدث الذي كان في الإسلام. وقد ذكر عن سحنون (١) في رواية أخرى أن النهار يزيد قبل الميلاد بتسعة أيام. وهذا مقارب لما قال هؤلاء.
وأمّا العرب فمنهم من يجعل السنة أربعة أزمنة ، كما يفعل أهل الحساب. إلّا أنهم يخالفونهم في ترتيبها وتحديد أوقاتها ، وفي تسمية بعضها ، فأوّل الأزمنة عند العرب الربيع ، ومنهم من يسمّيه الربيع الأوّل. وهو الذي يسمّيه (٢) الناس الخريف ، وإنما الخريف عند العرب المطر الذي يكون في آخر القيظ.
ودخول الربيع عندهم لثلاثة أيام تمضي من (أيلول ، ثم الشتاء ، ودخوله عندهم لثلاثة أيام تمضى من) كانون الأوّل. ثم الصيف وهو الذي يسمّيه الناس الربيع ، ومن العرب من يسمّيه الربيع الثاني ، ودخوله عندهم لخمسة أيام تمضي من آذار ثم القيظ ، وهو الذي يسمّيه الناس الصيف ، ودخوله عند العرب لأربعة أيام تمضي من حزيران (٣).
__________________
(١) في الأصل المخطوط : سيحون ، وهو تصحيف.
(٢) في الأصل المخطوط : تسميه.
(٣) أنظر لذلك كله الأنواء ١٠٣ ـ ١٠٤ ، والأزمنة ١ / ١٧٤ ـ ١٧٥ والآثار الباقية ٣٢٥ ، واللسان (ربع) وهو ينقل الكلام في ذلك عن ابن كناسة.