والليث بن سعد ، حديثا واحدا ، وخلق. روى له الجماعة. ووثّقه ابن معين ، وأبو زرعة.
وقال يحيى القطان : مرسلات مجاهد ، أحبّ إلىّ من مرسلات عطاء بكثير ، كان عطاء يأخذ عن كل ضرب.
وقال بشر بن السّرى ، عن عمر بن سعيد بن أبى حسين ، عن أمه ، أنها رأت النبىصلىاللهعليهوسلم فى النوم ، فقال لها : سيد المرسلين ، عطاء بن أبى رباح. وقال أبو حنيفة : ما رأيت فيمن لقيت أفضل من عطاء بن أبى رباح.
وقال ابن جريج : كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة. وقال غيره : كان لا يفتر عن ذكر الله تعالى. وقال ربيعة الرأى : فاق عطاء أهل مكة فى الفتوى.
وقال ابن سعد : نشأ بمكة ، وهو مولى لبنى فهر أو لجمح ، وانتهت فتوى أهل مكة إليه وإلى مجاهد ، وأكثر ذلك إلى عطاء. وسمعت بعضهم يقول : كان أسود أفطس أعور أشلّ أعرج ، ثم عمى بعد ذلك ، وكان ثقة فقيها عالما كثير الحديث. ومناقب عطاء كثيرة.
وقد اختلف فى وفاته ، فقال حمّاد بن سلمة : قدمت مكة سنة مات عطاء ، سنة أربع عشرة ومائة ، وكذلك قال الهيثم بن عدى ، وأبو المليح ، وجزم بن ابن حبان ، والذهبى فى العبر ، وزاد : فى رمضان ، وقال : على الأصح. وقيل سنة خمس عشرة بمكة ، قاله المدينى ، وذكر أنه من مولّدى الجند ، وأن أباه قدم مكة وهو غلام.
وقال بوفاته فى سنة خمس عشرة ، ابن جريج ، وأبو نعيم ، وابن أبى شيبة ، وعمرو بن على الفلّاس ، وقال : وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وقيل سنة تسع عشرة ، حكاه صاحب الكمال عن خليفة بن خياط.
واختلف فى مولده ، فقال ابن حبان : فى سنة سبع وعشرين. وروى عمرو بن قيس ، عن عطاء قال : أعقل مقتل عثمان رضى الله عنه ، وولدت لعامين خلوا من خلافة عثمان رضى الله عنه.
وهذا يدل على أن مولده سنة ست وعشرين ، لأن عثمان بويع بالخلافة فى محرم سنة أربع وعشرين.
وقال العلاء بن عمرو ، عن عبد القدّوس ، عن حجاج ، قال عطاء : وددت أنى أحسن العربية ، قال : وهو يومئذ ابن تسعين سنة.