٢٠١٦ ـ عقيل بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصىّ بن كلاب القرشى الهاشمى ، يكنى أبا يزيد ، وأبا عيسى :
خرج إلى بدر مع قريش مكرها ، فأسر وفداه عمه العباس ، ثم أتى النبى صلىاللهعليهوسلم مسلما قبل الحديبية ، وشهد غزوة مؤتة مع أخيه جعفر ، ثم عرض له مرض ، فلم يسمع له بذكر فى فتح مكة ، ولا غزوة حنين والطائف ، وأعطاه النبى صلىاللهعليهوسلم من خيبر مائة وأربعين وسقا كل سنة ، وروينا أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال له : يا أبا يزيد ، إنى أحبك حبين : حبا لقرابتك ، وحبّا لما كنت أعلم من حب عمى إياك.
قال ابن عبد البر : كان عقيل أنسب قريش وأعلمهم بأيامها ، قال : ولكنه كان مبغّضا إليها ، لأنه كان يعدّ مساوئهم ، قال : وكانت له طنفسة تطرح له فى مسجد رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ويصلّى عليها ، ويجتمع الناس إليه فى علم النسب وأيام العرب ، وكان أسرع الناس جوابا ، وأحضرهم مراجعة فى القول ، وأبلغهم فى ذلك.
ثم روى عن ابن عباس : قال : كان فى قريش أربعة يتحاكم اليهود إليهم ويوقف عند قولهم ، يعنى فى علم النسب : عقيل بن أبى طالب ، ومخرمة بن نوفل ، وأبو جهم بن حذيفة العدوى ، وحويطب بن عبد العزى العامرى. زاد غيره : وكان عقيل أكثرهم ذكرا لمثالب قريش ، فعادته لذلك ، وقالوا فيه بالباطل ، ونسبوه إلى الحمق. واختلقوا عليه أحاديث مزوّرة ، وكان مما أعانهم على ذلك ، مغاضبته لأخيه علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه ، وخروجه إلى معاوية ، وإقامته معه ، ويزعمون أن معاوية قال يوما بحضرته : هذا أبو يزيد ، لو لا علم بأنى خير من أخيه ، لما أقام عندنا وتركه ، فقال عقيل : أخى خير لى فى دينى ، وأنت خير لى فى دنياى ، وقد آثرت دنياى. وأنا أسأل الله خاتمة الخير. انتهى.
وهو قليل الحديث عن النبى صلىاللهعليهوسلم ، وله عنه أحاديث ، منها : «يجزئ مدّ للوضوء وصاع للغسل» (١).
__________________
٢٠١٦ ـ انظر ترجمته فى : (مسند أحمد ١ / ٢٠١ ، ٣ / ٤٥١ ، طبقات ابن سعد ٤ / ٢٨ ، طبقات خليفة ١٢٦ ، ١٨٩ ، التاريخ الكبير ٧ / ٥٠ ، ٥١ ، التاريخ الصغير ١ / ١٤٥ ، الجرح والتعديل ٦ / ٢١٨ ، مشاهير علماء الأمصار ترجمة ١٤ ، ابن عساكر ١١ / ٣٦٣ ، أسد الغابة ترجمة ٣٧٣٢ ، الاستيعاب ترجمة ١٨٥٣ ، الإصابة ترجمة ٥٦٤٤ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٣٣٧ ، تهذيب الكمال ٩٤٠ ، مجمع الزوائد ٩ / ٢٧٣ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٥٤ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢٦٩ ـ ٢٧٠ ، كنز العمال ١٣ / ٥٦٢ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٢١٨).
(١) أخرجه ابن ماجة فى سننه ، كتاب الطهارة ، حديث رقم ٢٧٠.