ومات علىّ رضى الله عنه بعد الفتك فيه بيومين ، وكان الفتك به على ما ذكر ابن عبد البر : فى ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة ، وقيل لإحدى عشرة ليلة ، خلت ، وقيل بقيت من رمضان سنة أربعين من الهجرة.
وقال أبو الطّفيل ، وزيد بن وهب ، والشّعبىّ : قتل علىّ رضى الله عنه ، لثمان عشرة ليلة بقيت من رمضان ، وقبض فى أول ليلة من العشر الأواخر منه. انتهى بالمعنى.
وقيل إن عليا رضى الله عنه ، قتل ليلة الأحد تاسع عشرى شهر رمضان سنة أربعين. وقيل إنه قتل ليلة الجمعة ، سابع عشر شهر رمضان سنة أربعين ، وغسّله ابناه الحسن والحسين ، وابن أخيه عبد الله بن جعفر ، رضى الله عنهما ، وكفّن فى ثلاثة أثواب ، ليس فيما قميص ولا عمامة ، وحنّط رضى الله عنه على ما قيل ، بحنوط فضل من حنوط رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، كان معه بوصيّة منه فى ذلك ، ودفن فى السّحر ، وصلى عليه ابنه الحسن رضى الله عنه.
واختلف فى موضع قبره رضى الله عنه ، فقيل فى قصر الإمارة بالكوفة ، وقيل فى رحبة الكوفة ، وقيل فى نجف الحيرة ، موضع بطريق الحيرة ، وقبره رضى الله عنه مجهول.
واختلف فى مبلغ سنّه ، فقيل سبع وخمسون سنة ، وقيل ثمان وخمسون ، وقيل ثلاث وستون ، قال أبو جعفر محمد بن على الباقر ، وأبو نعيم ، وغيرهما : وقيل خمس وستون. وقيل ثلاث وستون ، أو أربع وستون ، ذكر هذه الأقوال ابن عبد البر ، وصحّح القول بأن مبلغ سنه ، ثلاث وستون من غير زيادة ، وذكر أن خلافته أربع سنين وتسعة أشهر وستة أيام ، وقيل وثلاثة ، وقيل أربعة عشر يوما. انتهى.
وقيل إن خلافته خمس سنين إلا شهرا. وسئل أبو جعفر محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب ، عن صفة على رضى الله عنه ، فقال : كان رجلا آدم شديد الأدمة ، ثقيل العينين عظيمهما ، ذا بطن ، أصلع ، ربعة إلى القصر ما هو ، لا يخضب.
وقال أبو إسحاق السبيعى : رأيت عليا رضى الله عنه ، أبيض الرأس واللحية ، وقد روى أنه ما خضب وصفّر لحيته. وقال ابن عبد البر : وأحسن ما رأيت فى صفته رضى الله عنه ، أنه كان ربعة من الرجال ، إلى القصر ما هو ، أدعج العينين ، حسن الوجه ، كأنه القمر ليلة البدر حسنا ، ضخم البطن ، عريض المنكبين ، شثن الكفين ، أغيد ، كأن عنقه إبريق فضة ، أصلع ليس فى رأسه شعر إلا من خلفه ، كبير اللّحية ، ولمنكبه مشاش كمشاش السّبع الضارى ، لا يبين عضده من ساعده ، قد أدمجت إدماجا ، إذا مشى