والنثر مجيدة. قرأ على الزمخشرى بمكة وبرّز عليه ، وصرفت أعنّة طلبة العلم بمكة إليه. توفى فى أول ولاية الأمير عيسى بن فليتة أمير مكة ، فى سنة ست وخمسمائة ، وكان الناس يقولون : ما جمع الله بين ولاية عيسى ، وبقاء علىّ بن عيسى.
أنشدنى له من قطعة [من البسيط] :
أهلا بها من بنات فكر |
|
إلى أبى عذرهن صاد (١) |
وله مرثية فى الأمير قاسم جد الأمير عيسى. انتهى ما ذكره العماد من خبره ، وسنذكر هذه فى ترجمة قاسم.
ومن شعره ما ذكره الحافظ أبو طاهر السلفى فى «معجم السفر» له ، وقد روينا عن الحافظ أبى طاهر السّلفىّ. قال : أنشدنا أبو بكر شهم بن أحمد بن عيسى الحسنى المكى بديار مصر. وذكر أنه كتب عنه أشياء من الشعر لابن وهاس لغرابة اسمه ، قال : أنشدنى أبو الحسن على بن حمزة لنفسه بمكة [من الطويل] :
وسائلة عنّى أهل هو كالذى |
|
عهدنا صروم الحبل ممن يجاذبه |
أم ارتجعت منه الليالى وربّما |
|
تفلّل من حدّ اليمانى مضاربه |
فقلت لها إنى لترّاك منزل |
|
إلى حبيب حين يزورّ جانبه |
ومن شعره ما مدح به شيخه أبا القاسم الزمخشرى حيث يقول :
وأحر بأن تزهو زمخشر بامرئ |
|
إذا عدّ من أسد الشّرا زمخ الشّرا |
جميع قرى الدنيا سوى القرية الّتى |
|
تبوأها دارا فداء زمخشرا |
وللزمخشرى فى ابن وهّاس يمدحه [من الطويل] :
ولو لا ابن وهّاس وسابق فضله |
|
رعيت هشيما وانتقيت مصردا |
ولأجل ابن وهّاس صنّف الزمخشرى «الكشّاف».
وبلغنى عن شيخنا القاضى مجد الدين الشيرازى ، أن ابن وهّاس هذا ، اسمه : علىّ ، بضم العين المهملة وفتح اللّام تصغير على ، وهذا بعيد أن يقع من الأشراف ، لفرط حبهم فى على رضى الله عنه ، فلا يصغّرون اسمه ، ولم أر ذلك فى شىء من الكتب المؤلفة فى «المؤتلف خطّا والمختلف لفظا» وقد ذكروا فيها من هو دون ابن وهّاس ، والله أعلم.
__________________
(١) فى الأصول :
أملا بها من بنات فكرى |
|
إلا أن عذرهن صار |
والتصحيح من خريدة القصر.