الشولى ، وقبر إمام الحرمين ، يعنى عبد المحسن بن أبى العميد الحفيفى المقدم ، وقبور سماسرة الخير ، وهى الآن لا تعرف ، إلا أنها فى محاذاة قبة الملك المسعود بالمعلاة.
وأخبرنى شيخنا المذكور عن شيخه المذكور ، أنه كان دفن عند الشيخ على الشولى ، شخص من بنى النّهاوندىّ ، أحد أعيان مكة ، فعزم الشيخ عبد الله الدّلاصى على نقله من جوار الشيخ ، لكونه كان يخالط السلطنة بمكة ، ثم أعرض عن ذلك ، لأنه رأى الشيخ وأمره أن لا يفعل ، وقال : جاهنا يسعه. قال شيخنا عبد الرحمن : وكان يقول شيخنا : انظروا الفرق بين هذا الشيخ ، كيف وسع جاهه غيره ، وبين ابن عساكر ـ يعنى عبد الوهاب ـ كيف لم يسع جاهه سواه! فإنه كان فى تربة المؤذنين ، فرآه ولده أبو اليمن عبد الصمد فى النوم ، وشكى إليه من مجاورتهم ، وأمره بنقله عنهم ، فنقله عنهم.
توفى بمكة يوم الأحد سلخ صفر سنة أربع وأربعين وستمائة ، كذا وجدت بخط أبى العباس الميورقى ، ووجدت فى حجر قبره بالمعلاة ، أنه توفى فى ربيع الأول من السنة.
٢٠٩٩ ـ على بن مبارك بن رميثة بن أبى نمىّ الحسن المكى :
كان يأمل إمرة مكة ، وقوى رجاؤه لها ، لّما انحرف الملك الناصر فرج بن الملك الظاهر برقوق صاحب مصر ، على صاحب مكة الشريف حسن بن عجلان ، ورسم بالقبض عليه وعلى ولديه ، وندب لذلك الأمير بيسق ، وأشير عليه بأن يكون علىّ بن مبارك المذكور مع بيسق ، فيما ندب إليه ، ليتألّف له بنى حسن لا ينفروا منه ، وبعث علىّ المذكور إلى الإسكندرية ، على أنه يعتقل بها ، فإذا خرج الحاجّ من مصر إلى مكة ، طلب علىّ وجهّز إلى مكة ، بحيث يدرك أمير الحاج قبل وصوله إلى مكة ، وكان إرساله إلى الإسكندرية ليبلغ ذلك صاحب مكة فلا ينفر منها ، وتتم عليه المكيدة ، فوقاه الله السوء ، وعطف عليه قلب صاحب مصر ، فبعث إليه وإلى ولديه بالتشاريف ، والعهد ببقائهم على ولاياتهم ، وإلى أمير الحاج بالكف عن حربهم ، ورجع على بن مبارك إلى مصر ، وقصده أولاده من مكة ، رجاء أن يتم له أمر ، فأدركه الحمام دون المرام ، فى آخر سنة خمس عشرة وثمانمائة ، وهو معتقل بقلعة الجبل.
وكان اعتقاله فى هذه السنة ، بإشارة الملك المؤيد أبى النضر شيخ ، قبل توليته الملك ، وكان علىّ المذكور فى سنة تسع وثمانين وسبعمائة ، لايم آل عجلان بجدّه ، وجعلوه سلطانا مع على بن عجلان ، وأعطوه نصف ما تحصل فيها ، ليصرفه على جماعته ، ثم خوّف منهم ، ففرّ إلى عنان وأصحابه بمكة ، وأشركه عنان فى إمرة مكة ، وصار له
__________________
٢٠٩٩ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٥ / ٢٧٧).