٢٢١٨ ـ عمرو بن دينار الجمحى ، مولاهم ، وقيل المخزومى مولاهم ، أبو محمد المكىّ الأثرم :
أحد الأعلام من التابعين. روى عن أبى هريرة ـ وقال أبو زرعة : لم يسمع منه ـ وعن أبى شريح الخزاعى ، والعبادلة الأربعة : ابن عباس ، وابن عمرو ، وابن عمر ، وابن الزبير ، وجابر بن عبد الله ، وغيرهم من الصحابة والتابعين رضى الله عنهم.
روى عنه ابن جريج ، وسعيد ، والسفيانان ، والحمادان ، ومالك ، وهشيم ، وغيرهم. روى له الجماعة.
قال شعبة : ما رأيت أثبت فى الحديث منه. وقال إبراهيم بن سيّار ، عن ابن عيينة ، قال : قيل لإياس بن معاوية : أىّ أهل مكة رأيت أفقه؟ قال : أسوأهم خلقا ، عمرو بن دينار ، الذى كنت إذا سألته عن حديث كأنما تقلع عينه. وقال ابن عيينة : سمعت ابن أبى نجيح يقول : ما رأيت مثل عمرو بن دينار ، لا عطاء ولا مجاهدا ، ولم يستثن أحدا.
وقال نعيم بن حماد ، عن ابن عيينة ، قال : ما كان عندنا أحدا فقه ولا أعلم ولا أحفظ من عمرو بن دينار. وقال ابن عيينة : كان عمرو بن دينار ، قد جزّء الليل ثلاثة أجزاء ، ثلثا ينام ، وثلثا يدرس حديثه ، وثلثا يصلّى. وقال ابن عيينة : كان عمرو بن دينار لا يدع إتيان المسجد ، كان يحمل على حمار ، ما أدركته إلا وهو مقعد ، وكان يقول : أخرج على من يكتب عنىّ ، فما كتبت عنه شيئا ، كنت أتحفّظ ، وكان يحدّث بالمعانى ، وكان فقيها. انتهى.
وقال الفاكهى : ويقال إن عمرو بن دينار ، كان مفتى أهل مكة بعد عطاء. انتهى.
وقال ابن عيينة : مات أول سنة ست وعشرين ومائة ، وكذا قال عمرو بن على ، وبه جزم الذهبى فى العبر ، وقال : عالم أهل مكة فى زمانه. قال الواقدىّ ويحيى بن بكير : مات سنة خمس وعشرين ، زاد الواقدى : وهو ابن ثمانين سنة ، وقيل سنة تسع وعشرين ، حكاه صاحب الكمال. ولم يعزه إلى أحد.
وذكر أنه مولى موسى بن باذان ، مولى بنى جمح ، وقيل باذان مولى بنى مخزوم ، ويقال باذان عامل كسرى على اليمن. ولهم عمرو بن دينار سواه ، اثنان ، وهما عمرو ابن دينار البصرى ، قهرمان آل الزبير ، روى له الترمذى ، وابن ماجة ، وعمرو بن دينار ابن خلدة الكوفى ، عن سهم بن منجاب ، وعنه سيف بن عمر.
__________________
٢٢١٨ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٦ / ٢٣١ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٨).