وروى عنه أبو عثمان النهدى ، وقيس بن أبى حازم ، وعروة بن الزبير ، وجماعة. روى له الجماعة.
وله فضائل وأخبار حسنة كثيرة ، منها على ما قال آدم ، عن حمّاد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبى سلمة ، عن أبى هريرة رضى الله عنه ، قال : قال النبىصلىاللهعليهوسلم : «ابنا العاص مؤمنان ، عمرو وهشام» (١).
ومنها [....](٢) وأما حديث عقبة بن عامر رضى الله عنه ، أن النبىصلىاللهعليهوسلم قال : «أسلم الناس ، وآمن عمرو بن العاص» (٣) فضعيف.
لأن الترمذى لمّا أخرجه ، قال : لا يعرف إلا من حديث ابن لهيعة ، وإسناده ليس بالقوى.
قال ابن عبد البر : وكان عمرو بن العاص رضى الله عنه من فرسان قريش وأبطالهم فى الجاهلية ، مذكورا بذلك فيهم وكان شاعرا حسن الشعر ، حفظ عنه منه الكثير فى مشاهد شتّى. ومن شعره فى أبيات له يخاطب بها عمارة بن الوليد بن المغيرة عند النجاشى [من الطويل] :
إذا المرء لم يترك طعاما يحبه |
|
ولم ينه قلبا غاويا حيث يمما |
قضى وطرا منه وغادر سبة |
|
إذا ذكرت أمثالها تملا الفما |
وكان عمرو بن العاص رضى الله عنه ، أحد الدهاة فى أمور الدنيا ، المقدمين فى الرأى والمكر والدهاء ، وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، إذا ستضعف رجلا فى عقله ورأيه ، قال : أشهد أن خالقك وخالق عمرو واحد ، يريد خالق الأضداد.
وقال مجالد عن الشعبى : دهاة العرب أربعة : معاوية بن أبى سفيان ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، وزياد. فأما معاوية فللأناة والحلم ، وأما عمرو فللمعضلات ، وأما المغيرة بن شعبة ، فللمداهنة ، وأما زياد فللصغير وللكبير.
وقال أبو عمر بن عبد البر : ذكروا أنه جعل لرجل ألف درهم ، على أن يسأل عمرو ابن العاص عن أمه وهو على المنبر ، فسأله ، فقال : أمى سلمى بنت حرملة ، تلقّب النابغة ، من بنى عنزة ، ثم أحد بنى جلان ، أصابتها رماح العرب ، فبيعت بعكاظ ، فاشتراها
__________________
(١) أخرجه أحمد بن حنبل فى المسند ، حديث رقم ٧٩٨٢ ، ٨١٣٨ ، ٨٤٢٧ ، ٨٤٢٨.
(٢) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
(٣) سبق تخريجه.