وقال عبد الرحمن بن شماسة : لما حضرت عمرو بن العاص رضى الله عنه الوفاة ، بكى ، فقال له ابنه عبد الله : لم تبك أجزعا من الموت؟ قال : لا والله ، ولكن لما بعده ، وذكر ما تلبّس به من الأمر بعد النبى صلىاللهعليهوسلم ، ثم قال عمرو رضى الله عنه : فإذا متّ ، فلا تبكين على باكية ، ولا يتبعنى مادح ، ولا نار ، وشدّوا على إزارى ، فإنى مخاصم ، وشنّوا علىّ التراب شنا ، فإن جنبى الأيمن ليس أحق بالأيسر ، ولا تجعلن فى قبرى خشبة ولا حجرا ، وإذا واريتمونى فاقعدوا عندى قدر نحر جزور وتقطيعها ، أستانس بكم. انتهى.
وقال الذهبى : خلّف أموالا عظيمة ، من ذلك سبعين رقبة بعير مملوءة ذهبا. كان معاوية رضى الله عنه ، قد أطلق له خراج الديار المصرية ست سنين ، شارطه على ذلك لما أعانه على وقعة صفين. انتهى. وكان قصيرا يخضب بالسواد.
٢٢٣٦ ـ عمرو بن عبد الأسد المخزومى ، أبو سلمة :
وقيل اسمه عبد مناف ، فى الكنية. ذكره هكذا الذهبى ، وقد تقدم ذكره فى باب عبد الله.
٢٢٣٧ ـ عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحى المكى :
روى عن يزيد بن شيبان ، وكلدة بن الحنبل ، وعبد الله بن السائب المخزومى. روى عنه : عمرو بن دينار ، وعمرو بن أبى سفيان الجمحى.
روى له : البخارى فى الأدب ، وأصحاب السنن. ذكره ابن حبان فى الطبقة الثانية من الثقات ، وقال : يروى عن أبيه ، وجماعة من أصحاب النبى صلىاللهعليهوسلم ، عداده فى أهل مكة. انتهى.
وذكره الزبير بن بكار ، مع شىء من خبره ، لأنه قال لما ذكر أولاد عبد الله بن صفوان الأكبر : وعمرو بن عبد الله ، وكان من وجوه قريش ، وفيه يقول الفرزدق لرجل من قريش ـ أو غير الفرزدق ـ رآه يتختر بمكة :
تمشى تبختر حول البيت منتحيا |
|
لو كنت عمرو بن عبد الله لم تزد |
وقال الزبير : حدّثنى محمد بن سلّام ، عن بعض العلماء قال : ثلاثة أبيات من قريش ، توالت خمسة خمسة فى الشرف ، كل رجل منهم من أشرف أهل زمانه : خالد بن يزيد
__________________
٢٢٣٦ ـ سبق تخريجه انظر : الترجمة رقم ١٥٦٠.
٢٢٣٧ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٦ / ٢٤٢).