١٧٧٢ ـ عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة ابن كلاب القرشى الزهرى ، أبو محمد :
أحد العشرة الذين شهد لهم النبى صلىاللهعليهوسلم بالجنة ، وتوفى وهو عنهم راض ، وقال فى حقه : أمين فى السماء ، وأمين فى الأرض. وكان أمينه على نسائه ، وصلى خلفه فى غزوة تبوك ، كما جاء فى صحيح مسلم ، وهى منقبة لم توجد لغيره من الناس.
كان إسلامه قبل دخول النبى صلىاللهعليهوسلم دار الأرقم ، وسماه عبد الرحمن ، وكان اسمه فى الجاهلية : عبد عمرو ، وقيل : عبد الكعبة. وهاجر إلى الحبشة ، ثم قدم منها قبل الهجرة إلى المدينة وشهد بدرا وأحدا وجرح يومئذ ، إحدى وعشرين جراحة ، وشهد المشاهد كلها مع النبى صلىاللهعليهوسلم ، وبعثه إلى دومة الجندل ، وعممه بيده ، وأسدلها بين كتفيه.
وكان عبد الرحمن كثير أفعال الخير ، فقد نقل الزهرى ، أنه تصدق فى عهد النبىصلىاللهعليهوسلم بشطر ماله : أربعة آلاف ، ثم أربعين ألفا ، ثم أربعين ألف دينار ، ثم بخمسمائة فرس فى سبيل الله ، ثم بخمسمائة راحلة ، وأوصى عند موته بخمسين ألف دينار فى سبيل الله ، على ما قال عروة بن الزبير ، وأوصى أيضا بألف فرس فى سبيل الله ، وأوصى لمن بقى ممن شهد بدرا بأربعمائة دينار لكل واحد ، وكانوا مائة ، وأخذوها وأخذها معهم عثمان ، وأوصى لأمهات المؤمنين ، بحديقة بيعت بأربعمائة ألف. وأعتق فى يوم واحد أحدا وثلاثين عبدا ، وخلف مالا عظما من ذهب ، قطع بالفوس ، حتى مجلت أيدى الرجال ، وترك ألف بعير وثلاثمائة ألف شاة ومائة فرس ، وصولحت امرأته التى طلقها فى مرضه عن ربع الثمن بثمانين ألفا ، وكان تاجرا مجدودا ، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحا.
وتوفى سنة إحدى وثلاثين ، وقيل سنة اثنتين ، وهو ابن خمس وسبعين ، وقيل ابن ثلاث وسبعين ، وقيل ابن ثمان وسبعين. وصلى عليه عثمان رضى الله عنهما بوصية منه. ودفن بالبقيع.
__________________
١٧٧٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٤٥٥ ، الإصابة ترجمة ٥١٩٥ ، أسد الغابة ترجمة ٣٣٧٠ ، مسند أحمد ١ / ١٩٠ ـ ١٩٥ ، طبقات ابن سعد ٣٣ / ٨٧ ، نسب قريش ٢٦٥ ، طبقات خليفة ١٥ ، تاريخ خليفة ١٦٦ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٤٠ ، التاريخ الصغير ١ / ٥٠ ، المعارف ٢٤٠ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٤٧ ، مشاهير علماء الأمصار ترجمة ١٢ ، البدء والتاريخ ٥ / ٨٦ ، المستدرك ٣ / ٣٠٦ ، حلية الأولياء ١ / ٩٨ ، صفوة الصفوة ١ / ١٣٥ / ، دول الإسلام ١ / ٢٦ ، تاريخ الخميس ٢ / ٢٥٧ ، شذرات الذهب ١ / ٣٨ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٦٨).