الملحق (٥)
وصف صفد من كتاب كوكب الملك وموكب الترك
لخليل بن شاهين الظاهري (٨١٣ ـ ٨٧٣ ه)
المملكة الخامسة من الممالك الشّاميّة مملكة صفد
ويقال صفت بالتّاء ، ويجوز أن تكون سمّيت بذلك أخذا من الصّفد وهو القيد لأنّ ساكنها ممتنع من الحركة السّريعة في الطّلوع إليها والنّزول منها ، وهي صحيحة الهواء وإنّها وأعمالها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة.
قال العثماني : إنّ مكانها كان قرية فلمّا ملكتها الفرنج خرّبتها وبنت مكانها هذا الحصن في سنة خمس وتسعين وأربع مائة وقلعتها من القلاع المنيعة ، بعيدة المرام تشرف على بحيرة طبريّة وتحفّ بها جبال وأودية.
قال ابن الواسطي : وأكثر ما يدخل أهلها حمامات الوادي لقلّة المياه بها.
وبها من أرباب الوظائف : من أرباب السّيوف ، والوظائف الدّينيّة ، والوظائف الدّيوانية ، وأرباب الصّناعات ، بنظير ما في طرابلس وحماة من غير نقص ، ولم يكن بها عرب ولا تركمان ، ولم يكن بها نيابة من الأبواب الشّريفة كما لغيرها من المدن بل جميع ولاياتها صغار ، يتولّى بها أجناد من قبل نائبها ، وفي قواعدها وولاياتها مقصدان :
المقصد الأول في عمل قواعدها : قال في مسالك الأبصار : وهي ثلاثة عشر عملا : الأول عمل برّها وهو ظاهرها ، كما في دمشق وحلب وغيرها.
الثاني عمل النّاصرة بلدة صغيرة يقال أنّ المسيح عليهالسلام ولد بها ، وأهل القدس ينكرون ذلك ، والمعروف أنّ أمّه حين عادت به من مصر وعمره يومئذ اثنتي عشرة سنة ونزلت به هذه الطّائفة ، وهي في زماننا منبع الطّائفة النّصرانية.