فتح صفد
لشاهد العيان
المؤرخ الداوي الصوري
٣٤٥ ـ مع عام ١٢٦٦ للمسيح ، كان بيبرس هو السلطان ليس فقط لمصر ، بل لجميع المسلمين ، لأنه في أيامه لم يكن هناك سلطان آخر غيره في أي بلد من بلاد المسلمين ، وكان جميع العالم غير المسيحي تحت سلطانه.
٣٤٦ ـ ووصل السلطان إلى خارج عكا ، حيث مكث ثمانية أيام من حزيران ، ثم ذهب إلى صفد (وكانت صفد قلعة الداوية ، وكانت قلعة جميلة وحصينة جدا ، قائمة في الجبال على بعد سفر يوم من عكا) ، وقد أرسل إلى الرجال الذين كانوا في القلعة هدية ، حسب عادة المسلمين ، غير أن الرجال الذين كانوا في القلعة استخدموا المجانيق لرمي الهدايا وإعادتها ، وهذا جعل السلطان غاضبا كثيرا ، فأعدّ على الفور آلات حصاره ، وقد هاجموا القلعة ، وقام بعدة حملات عليها خلال العشرين من تموز ، وذلك عندما استولى عليها ، ولسوف أخبركم كيف استولى عليها.
٣٤٧ ـ عندما استولى رجال السلطان على التحصينات الاولى للقلعة ، عانوا من إصابات ثقيلة ، لأن الذين كانوا في الداخل كانوا جنودا جيدين : فرسانا وسير جاندية ، وخشي السلطان من أنه لن يكون قادرا على الاستيلاء عليها بالقوة من دون فقدانه لعدد كبير من رجاله ، فأوقف الهجوم ، وأمر بالمناداة بصوت مرتفع والإعلان : أنه يمكن لجميع السريان (من سيرجاندية ورماة) الخروج من القلعة بأمان منه ، وقد فعل هذا لإظهار عدم اتفاق بين الفرنجة والسريان ، لأن الفرنجة سوف يتهمون السريان بأنهم خونة ، وبذلك سوف يكون هناك صراع فيما بينهم.
ثم هاجمهم السلطان بشدة ، ولأن الذين كانوا في الداخل قد فقدوا