خطوط الدفاع الأولى ضعفوا ضعفا شديدا ، وكانوا على خلاف شديد فيما بينهم ، ولم يكن بإمكانهم تلقي أي عون من أي مكان ، لأن القلعة كانت محاطة من قبل المسلمين من جميع الجهات ، ولذلك نادوا إلى المسلمين بإيقاف القتال ، لأنهم يريدون إرسال رسول إليهم ، وجرى إعلام السلطان بهذا ، فعلق الهجوم ، وعقد الذين كانوا في القلعة اجتماعا وقرروا أن يرسلوا سرجاندي داوي راهب إلى السلطان ، كان اسمه الراهب ليو كاساليرLeo casalier ، المسؤول عن إدارة إقطاعية صفد ، وكان بارعا في التحدث بلغة المسلمين ، وقد كلفوه بطلب الأمان لنفسه وإلى الفرنجة ، أي مثل الأمان الذي منحه السلطان إلى السريان ، من خلال الاعلان الذي نودي به.
وذهب ليو هذا ، ووصل إلى السلطان ، وأعطاه الرسالة ، وأعطاه جوابا جيدا بالعلن ، لكنه تحدث بعد ذلك على انفراد مع الراهب ليو هذا ، وأخبره بأنه كان غاضبا من الرجال الذين في القلعة ، الذين رموا إليه معيدين هديته ، وقتلوا عددا كبيرا من رجاله ، وأنه يرى إعدامهم جميعا ، وفي سبيل تحقيق هذه الغاية هو عازم على تقديم الأمان على يد أمير كان يشبهه ، ثم يجعلهم بعد ذلك طعمة لسيفه ، وإنه إذا ما رغب ليو بالتعاون معه وتسهيل هذا العمل ، فإن السلطان سوف يعطيه جميع الأشياء الممتازة ، لكنه إذا رفض ، فهو عندما سيستولي على القلعة ، سوف يقتله ، لكن بشكل شنيع خاص.
وعندما سمع الراهب ليو السلطان ارتعب رعبا شديدا ، فوافق على أن يعمل كما رغب ، وعاد إلى القلعة وأخبرهم بأن السلطان صدق على منح الأمان إلى كل واحد ، وأن السلطان نفسه سوف يقسم لهم على مرأى منهم ، فكان هناك سرور عارم بين الذين كانوا في القلعة على هذا.
وعندما حل الصباح التالي ، أرسل السلطان الأمير الذي يشبهه ، وجعله يذهب إلى أمام القلعة ، مع جميع الأبهة العائدة إليه شخصيا ،