ملحق رقم (٣)
نص رسالة هولاكو إلى السلطان المظفر قطز
ـ نقلا عن كتاب السلوك للمقريزي –
(١ / ٤٢٧ ـ ٤٢٩)
من ملك الملوك شرقا وغربا ، القان الأعظم ، باسمك اللهم باسط الأرض ورافع السماء. يعلم الملك المظفر قطز ، الذي هو من جنس المماليك الذين هربوا من سيوفنا إلى هذا الإقليم ، يتنعمون بأنعامه ، ويقتلون من كان في سلطانه بعد ذلك. يعلم الملك المظفر قطز ، وسائر أمراء دولته وأهل مملكته ، بالديار المصرية وما حولها من الأعمال ، أنا نحن جند الله في أرضه ، خلقنا من سخطه ، وسلطنا على من حل به غضبه. فلكم بجميع البلاد معتبر ، وعن عزمنا مزدجر ، فاتعظوا بغيركم ، وأسلموا إلينا أمركم ، قبل أن ينكشف الغطاء فتندموا ويعود عليكم الخطأ. فنحن ما نرحم من بكى ، ولا نرق لمن شكى. وقد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد ، وطهرنا الأرض من الفساد ، وقتلنا معظم العباد. فعليكم بالهرب وعلينا الطلب. فأي أرض تأويكم ، وأي طريق تنجيكم ، وأي بلاد تحميكم؟ فما من سيوفنا خلاص ، ولا من مهابتنا مناص. فخيولنا سوابق ، وسهامنا خوارق ، وسيوفنا صواعق ، وقلوبنا كالجبال ، وعددنا كالرمال. فالحصون لدينا لا تمنع ، والعساكر لقتالنا لا تنفع ، ودعاؤكم علينا لا يسمع. فإنكم أكلتم الحرام ، ولا تعفون عند كلام ، وخنتم العهود والأيمان ، وفشا فيكم العقوق والعصيان. فأبشروا بالمذلة والهوان ، فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون فمن طلب حربنا ندم ، ومن قصد أماننا سلم. فإن أنتم لشرطنا ولأمرنا أطعتم ، فلكم ما لنا وعليكم ما علينا ، وإن خالفتم هلكتم ، فلا تهلكوا نفوسكم بأيديكم. فقد حذر من أنذر ، وقد ثبت عندكم أنا نحن الكفرة ، وقد ثبت عندنا أنكم الفجرة ، وقد سلطنا عليكم من له الأمور المقدرة والأحكام المدبرة. فكثيركم عندنا قليل ، وعزيزكم عندنا ذليل ، وبغير الأهنة ما لملككم عندنا سبيل.