ملحق رقم (٤)
وصف صفد نقلا عن كتاب نخبة الدهر في عجائب البر
والبحر تصنيف شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي طالب
الأنصاري ـ شيخ الربوة
(٢١٠ ـ ٢١٣)
والقسم السادس مملكة صفد ومضافاتها : وصفد حصن بقبة جبل كنعان في أرض الجرمق ، كانت قرية فبني مكانها حصن سميت صفت ثم قيل صفد ، وهو حصن منيع وكان بها طائفة من الفرنج يقال لهم الداوية فحصرهم فيها الملك الظاهر ركن الدين بيبرس الصالحي وفتحها وقتل كل من فيها على رأس تل بالقرب منها ، ثم رماها وبنى في وسطها برجا مدورا سماه قلة ، ارتفاعه في السماء مائة وعشرون ذراعا وقطره سبعون ذراعا وإلى سطحه طريقتان يصعد في الطريق إلى أعلاه خمسة أفراس صفا بلا درج في ممشى حلزون ، وهو ثلاث طبقات أبنية ومنافع وقاعات ومخازن ، وتحت كله بئر للماء من الشتاء يكفي لأهل الحصن من الحول ، إلى الحول أشبه بمنارة اسكندرية ، وبهذا الحصن بئر تسمى الساتورة ، وعمقه مائة وعشرة أذرع في ستة أذرع بذراع النجار ، والدلاء التي لها بتاتي من الخشب تسع البتية نحو قلة ماء من الماء ، وهما بتيتان في حبل واحد يسمى سرباق ، كغلظ زند الإنسان ، وكلما وصلت بتية إلى الماء وصلت الأخرى إلى رأس البئر ، وكلما وصلت واحدة إلى رأس البئر وصلت الأخرى إلى الماء ، وعلى رأس البئر ساعدان من حديد بكفين وأصابع تتعلق الأصابع في حافة البتية الملآنة وتجذبها الكفان فينصب الماء في حوض يجري فيه إلى مقره ، فإذا انصب الماء من البتية حصل القصد. والجاذب لهاتين البتيتين مرمة هندسية بقسي ودوائر وحركات لا يزال ذلك السرباق راكبا على بكرته طردا وعكسيا ، يمنة ويسرة ، وحول المرمة بغال معلمات تدور بذلك ، فإذا سمع البغل الدائر خرير الماء وجر السلسلة انقلب راجعا على عقبه ، ودار يمشي في مرتبته بخلاف ما كان يمشي ، إلى أن يسمع خرير الماء وجر