السلسلة ، فينقلب دائرا إلى خلاف دورته كذلك أبدا ، وهي من أعاجيب الدنيا ، فإذا وقف واقف وتكلم كلمة واحدة في رأس البئر سمع رجع صوته بتلك الكلمة نازلا نحو لحظة جيدة حتى يبلغ الماء ، ثم يعود إليه فيسمعه كما قالها فإن صاح وغلب سمع دويا واضطرابا بذلك الصياح كالرعود لبعد الماء وعمقه ، والكفان الحديد مثلهما في وضعهما كهذه الهيئة والله أعلم.
ومن البلاد والأعمال المضافة إلى صفد ثغر شقيف وهو حصن منيع فتحه الملك الظاهر من الإفرنج ، وله عمل واسع ونهر ليطة [الليطاني] يمر تحت جبله.
ومعليا قلعة مليحة جبلية حصينة وبأرض معليا القرين قلعة مليحة منيعة بين جبلين ، كان ثغرا للفرنج فتحه الملك الظاهر «ره» وله واد نزه معروف به من أنزه البقاع وبه من الكمثرى المسكي المعطر الرائحة الطيب الطعم ما لا بغيره ومن الإترنج ما تكون الثمرة الواحدة نحو ستة أرطال دمشقية. وجبل عاملة عامرة بالكروم والزيتون والخروب والبطم وأهله رافضة (إمامية) ، وجبل جبع كذلك أهله رافضة ، وهو جبل عال كثير المياه والكروم والفواكه. وجبل جزين كثير المياه والفواكه ، وقلعة شقيف تيرون قلعة حصينة على جبل عال ولها عمل (ولها) نائب ، ولم يحكم عليها منجنيق. وجبل تبنين وله قلعة ولها أعمال وولاية وهم رافضة إمامية. وقلعة هونين وهي على حجر واحد ولها أعمال ، والخيط وهو قطعة من الغور الأعلى شبيه بأرض العراق في الأرز والطير والماء السخن والزروع المنجبة.
ومن أعمال صفد مرج عيون. وأرض الجرمق وهي مدينة قديمة عادية كانت بها طائفة من العبرانيين ينسبون إليها يقال لهم الجرامقة ، والكنعانيون بوادي كنعان بن نوح عم ، ومن عملها جبل بقعة وبه قرية يقال لها البقيعة لها أمياء جارية ، ولها سفرجل مليح ، وبه قرى كثيرة الزيتون والفواكه والكرم ، وجبل الزابود مشرف على صفد ، والزابود قرية ، وبها أيضا قرى كثيرة وأهل هذا الجبل دروز وحاكمية وآمرية ، وهم قوم دهرية حلولية يكذبون الرسل ، وينكرون الشرائع ، ويعتقدون التناسخ وأن لا بعث ولا نشور ، ويأكلون لحم الخنزير والميتة (ولا يصومون ولا يصلون ولا يحجون ولا يزكون) ويعتقدون أن الحاكم ظهر مظهر الإله ، تع وتقدس