عما يقولون علوا كبيرا. ومن عملها طبرية ، وكانت قصبة الأردن ، وهي مدينة مستطيلة على شاطىء بحيرتها ، وطول البحيرة اثنا عشر ميلا ، وعرضها ستة أميال ، والجبال تكتنفها ، ومنها يخرج نهر الشريعة ويصب في بحيرة زغر ، وعلى شاطىء بحيرة طبرية منابع حارة شديدة الحرارة تسمى الحمامات ، وماء هذه المنابع ملحي كبريتي نافع من ترهل البدن ومن الجرب الرطب ، ومن غلبة البلغام ، وافراط العبالة يقال أن في البحيرة قبر سليمان بن داود عم ، وحطين بها قبر شعيب عم ، وعلى هذه القرية كانت وقعة عظيمة بين المسلمين والافرنج (وكان ملك المسلمين صلاح الدين) وكسر الإفرنج على قرني حطين وقتل منهم خلق كثير وأسر ملوكهم وبنى على قرني حطين ، قبة يقال لها قبة النصر ، ومن أعمالها كفركنا وهي قرية كبيرة بها مقدمو العشائر ، ورؤساء الفتن يسمون قيس الحمراء ولها من الأعمال البطوف ويسمى مرج الغرق ، وهي بين جبال محيطة بها من كل مكان ومياهه الأمطار تجتمع فيها فتصير بحيرة متسعة تشرب مياهها الأرض ، وكل ما جف مكان منها زرعوه الزراع كما يفعلون أهل مصر ومن أعمال صفد أيضا مدينة الناصرة وهي مدينة عبرانية تسمى ساعير ، ومنها ظهر المسيح عم ، وموضع البشارة به من الملائكة لأمه مريم عم معروف يزوروه النصارى وغيرهم ، وفي التوراة تسميتها مكة شرفها الله تع لتبين رسالتي المسيح ومحمد صلعم ، وذلك ما ترجمته جاء الله من سنا (يعني موسى بن عمران) والتوراة وأشرق من ساعير ، وجبال الساعير يعني المسيح الناصري الذي خرج من الناصرة ، وجبال الساعير جبال الناصرة ، واستعلن بفاران وبرية فاران يعني مكة والحجاز (ونبينا محمد صلعم والقرآن) وأهل الناصرة كانوا مفتاح دين النصرانية ومنشأه وأساسه ، وذلك في زمن قسطنطين ، وسنقص القصة في مكانها إن شاء الله ، ومن أعمال صفد مدينة اللجون وهي مضافة إلى العشير والهوى واليمن وأهل الناصرة ، كما أهل كفركنا قيس ولهذا القسم أيضا جينين وهي مدينة صغيرة ولها عمل ومن أعمال صفد عكا وصور وأعمالها ، وصيدا وأعمالها ، وهي مدن قديمة ، ولها أعمال كبار ، ويقال إن الاسكندر نزل صور ، فلم يصل إليها من سهامه سهم ، ولا من حجارة مجانيقه حجر ، فأرسل من أهله خفية من أهلها ورجع فأخبره أن قوما قد صرفوا هممهم إلى صرف ما ترمونهم به