أن أحمد بن حنبل روى قال : حدثنا يحيى بن سليم الطائفى ، عن عبد الله بن عثمان بن خيثم ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن عبد الله بن حمزة السلوك قال : ما بين المقام إلى الركن إلى بئر زمزم إلى الحجر قبر سبعة وسبعين نبيا جاءوا حاجين فماتوا فقبروا هنالك. قال أحمد بن حنبل : لم أسمع من يحيى بن سليم غير هذا الحديث الواحد انتهى. وقد اشتهر أن قبر إسماعيل وأمه فى الحجر ومع ذلك فلم يقل أحد بكراهة الصلاة فيها بل ما فيه من الأجر العظيم والثواب الجزيل ، وكذلك مسجد الخيف قال الطبرانى فى معجمه : حدثنا عبد الله بن أحمد حدثنا عيسى بن شاذان ، حدثنا أبو همام الدلال ، حدثنا إبراهيم بن طهمان عن منصور عن مجاهد عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فى مسجد الخيف قبر سبعين نبيا» وقال أبو الوفاء بن عقيل الحنبلى فيما وقع لى فى تأملات الحج : السلام على قبور الأنبياء كآدم ومن تبعه ، فقد روى أنه ما من نبى خرج بعد عذاب فوصل إلى مكة ودفن بها ، وأن بها ، ثلاثين ألوفا من الأنبياء انتهى كلامه. وذكر السبكى فى رسالته المحاورة والنشاط فى المجاورة والرباط ما نصه عن ابن عباس رضى الله عنهما يقال فى المسجد الحرام قبران ليس فيه غيرهما قبر إسماعيل وشعيب صلىاللهعليهوسلم ، فقبر إسماعيل فى الحجر ، وقبر شعيب مقابل الحجر الأسود وهذا فى جزء ابن زنبور من رواية الكلبى عن أبى صالح ، وكنت سمعت شيخنا رضى الدين الطبرى بمكة يقول : إن قبر إسماعيل بالحجر ، فتعجبت من دفنه فيه والحجر من الكعبة حتى رأيت هذا الحديث من الجزء المذكور ، انتهى كلامه. ولكن ذكر القاضى أن فى تعيين قبر سيدنا إسماعيل صلىاللهعليهوسلم خلافا ، فقيل : بالحجر ، وقيل : بالحطيم ، وأما قبور الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فقد أجمع العلماء رضى الله تعالى عنهم أنه لا يعرف قبر نبى بعينه إلا قبر نبينا صلىاللهعليهوسلم ، وأما قبر سيدنا الخليل فهو داخل السور على الصحيح وعنده إسحاق ويعقوب ويوسف عليهم الصلاة والسلام ، وأما قبر موسى عليه الصلاة والسلام ، فقد صح عن نبينا صلىاللهعليهوسلم أنه عند الكثيب الأحمر بقرب الطريق والمكان الذى يزار الآن ؛ لأن الوصف منطبق عليه فيظهر أنه فى تلك البقعة ، لكن لا تعرف عين قبره فتزار تلك البقعة ويلزم الأدب هناك فإنه أفضل الأنبياء بعد نبينا والخليل صلىاللهعليهوسلم ، وقد قال مالك للمهدى لما قدم المدينة الشريفة صلى الله وسلم على مشرفها واستقبله مالك على أميال ، فلما أبصر بمالك انحرف إليه المهدى فعانقه وسايره فالتفت