شرقا وغربا مالك أرقاب الأمم عجما وعربا ، خادم الحرمين الشريفين ، مسلك سبل القبلتين ، مختار الله تعالى لحماية حمى بيته الحرام ، وعمارة تلك المشاعر العظام ، صاحب العز والخير والجبر لعموم العباد ، مولانا السلطان الأعظم مراد ، بلغه الله المراد ، وكفاه شر الأعداء والحساد ولا برح موفور النعم ، مسعود السيف والقلم ، بجاه سيد العرب والعجم صلىاللهعليهوسلم. هذا والسبب الحامل للعلماء على الإقبال على بيان هذه المسائل العلمية والكشف عن حقائق ما ستر من تلك المباحث البهية ، أنه لما وصل الخبر بذلك لحضرة مولانا عين أعيان الوزراء الكرام ، وصفوة الصفوة من أرباب الدولة العظام مختار الخلافة الخاقانية لكفالة كافة مهمات المسلمين ، ومرتضى تلك السعادة السلطانية لمطالب الدنيا والدين ، صاحب المجد الذى انقطعت دونه مطايا المطامع ، والسؤدد الذى انحسرت الأبصار دون أضوائه السواطع ، مقلد جيد العليا جواهر المجد والجلال ، وملبس هياكل السعادة حلل السؤدد والجمال.
فالوصف عن إحصاء وصفك عاجز |
|
والعقل عن إدراك قدرك قاصر |
وقف الكلام وراء مدحك حايرا |
|
أنى يفى بالمدح ذاك الحاير |
أعنى بذلك حضرة مولانا الوزير المعظم ، والدستور المفخم ، الذى بهر الشمس ضياء عزته ، واتفقت كلمة علماء الإسلام على الشكر لجميله ومنته ، أعظم الوزراء الكرام ، مدبر ممالك الإسلام ، الذى عذبت بالديار المصرية موارد فضله ، وأمطر على العلماء والرعايا وافر عدله ، وارتفع على الوزراء الكرام بمزايا الجود والإنعام وسجايا الأفضال والإكرام ، لا سيما بالنسبة إلى العلماء الأعلام ، فلقد شاع جوده فى تخوم الآفاق ، وبذلك وغيره من الملكات الفاضلة اعتلى على أعالى الوزراء وفاق ، وحصل فى هذه الدعوى من جماهير الورى الإجماع والوفاق ، واهتزت الشمس بوقوعها على مواطىء قدمه طربا ، وافتخرت السماء بدورانها حول رأس خدمه تيها وعجبا.
فى كل يوم لنا من مجده عجب |
|
وكل ليل لنا من ذكره سمر |
سقى به الله دنيانا فأخصبها |
|
والعدل يفعل ما لا يفعل المطر |