الأزرقى (١) أن الناس كانوا يبنون بيوتهم مدورة تعظيما للكعبة وأول من بنى بيتا مربعا حميد بن زهير فقالت قريش ربع حميد بيننا ، إما حياة أو موتا ، ثم مقتضى ما تقدم نقله عن العلماء من أن ابن الزبير أعاد البيت على قواعد إبراهيم أن الباب الغربى الذى سده الحجاج وهو الذى فتحه ابن الزبير كان بهذه الصفة زمن الخليل مرتفعا غير لاصق بالأرض ، والمصرح به فى صفة البيت زمن الخليل أنه جعل له بابين كما فى سيرة الشامى ، وروى (٢) الأزرقى (٣) من طريق ابن جريج عن مجاهد قال : بلغنى أنه لما خلق الله السموات والأرض كان أول شئ وضع فيها البيت الحرام ، وهو يومئذ ياقوتة جوفاء لها بابان ، أحدهما شرقى والآخر غربى ، فجعله مستقبل البيت المعمور إلى آخر الرواية ، ثم المصرح به فى شفاء (٤) الغرام (٥) إن البابين فى زمن ابن الزبير كانا لاصقين بالأرض فهل هذا الارتفاع من فعل الحجاج فيكون قد رفعه ثم عنّ له فسده ، أو الرافع له إنما هو ابن الزبير رضى الله عنهما والذى فعله الحجاج إنما هو السد فقط؟ وعليه فهل كان هذا الباب المسدود الآن مرتفعا زمن الخليل أو لا؟ والرافع له إنما هو ابن الزبير فجعل الباب الغربى مرتفعا والآخر لاصقا بالأرض ، وكيف ساغ له أن يغير فى بيت الله ويفتح بابا فى علو الجدار مع حرمة الفتح والاستطراف منه حينئذ إن صح أن البابين كانا لاصقين بالأرض فى زمن الخليل صلىاللهعليهوسلم؟ وفى رواية الحارث بن عبد الله بن ربيعة المخزومى وهو من ثقاة الرواة لعبد الملك تصديقا لما رواه ابن الزبير رضى الله عنهما عن خالته ، وفيه قال عليه الصلاة والسلام : وجعلت لها بابين موضوعين على الأرض ، بابا شرقيا يدخل الناس فيه وبابا غربيا يخرج الناس منه. فهذا يدل على أن ابن الزبير رضى الله عنهما وفىّ بذلك ، وقد نقل الشامى أن صفة بناء ابن الزبير أنه جعل لبابها مصراعين طولهما أحد عشر ذراعا ، وجعل الآخر بإزائه على هيئته وجعل لها درجا من خشب معوجة يصعد منها إلى ظهرها ، وأن الحجاج غير تلك الدرج التى فى جوفها ونقص من طول الباب خمسة أذرع ، ولم يذكر أنه
__________________
(١) أخبار مكة ١ / ٤٩
(١) أخبار مكة ١ / ٤٩
(٢) المرجع السابق.
(٢) المرجع السابق.
(٣) ١ / ٢٣٧ ـ ١ ـ ٢ / شفاء الغرام ج ١ / ٢٣٧.