علّى الباب المسدود أيضا ، وكذا هل يرد على قولهم المذكور ـ أعنى أن ابن الزبير أعاد البيت على قواعد إبراهيم ـ ما ذهب إليه الشافعى من أن من البيت هذا البناء الحادث الذى أحاط بالبيت ملاصقا بأسفل الجدار فيما بين الركنين اليمانيين وهو المسمى بالشاذروان بكسر الذال وهى لفظة أعجمية بلسان الفرس ولا توجد هذه التسمية فى حديث صحيح ولا سقيم ولا عن أحد من السلف ، ولأنه ذكر عند فقهاء المالكية المتقدمين والمتأخرين إلا ما وقع فى الجواهر (١) لابن شاس وتبعه أبو عمرو بن الحاجب تبعا لكتب الشافعية فى ذلك من غير تعرض لبيان حكم ، وصرح ابن الصلاح أن قريشا لما رفعوا الأساس بمقدار ثلاث أصابع من وجه الأرض وهو القدر الظاهر الآن من الشاذروان الأصل نقصوا عرض الجدار عن عرض الأساس الأول وذكر العلامة المؤرخ الأزرقى (٢) أن ذرع عرض الشاذروان المخرج من البيت ذراع وقد أحدث فيه بناء على شكل المصطبة أولا ، فكان بسيطا ، ثم سنّم هذا البناء بعد ذلك حتى صار كأنه مثلث احتياطا حتى لا يفسد طواف الطائفين إذا طافوا ماشين عليه لو دام بسيطا لكون طوافهم حينئذ فى جزء من البيت وكان منتهاه إلى قريب من الركن ، ولم يكن من هذه الزيادة الظاهرة تحت الحجر الأسود ثم زيدت بمقدار فى المدة الأخيرة. وقول عالم الحجاز المحب الطبرى إن هذا البناء لم يستكمل جميع القدر الخارج من البيت الذى عرضه ذراع وإنه يجب إعادة الشاذروان إلى ذراع لما نقله الأزرقى حتى لا يفسد طواف الطائفين إذا مشوا فيه على مذهب الشافعى ، وعليه فى الأمر مشكل ؛ لأنه إن صح أن الشاذروان من البيت ، فكيف أخرجه ابن الزبير رضى الله عنما مع التزامه أن يعيده على قواعد إبراهيم صلىاللهعليهوسلم؟ وما تقدم عن ابن الصلاح الشافعى من أن قريشا لما رفعوا
__________________
(١) انظر شفاء الغرّام ١ / ١١٢
(٢) أخبار مكة ١ / ١٠٢