ذلك ، وقد سلك مولانا سعدى أفندى مثل هذا فى الجواب فقال يجوز أن يخلق ما فى الأرض قبل البسط والدحو بالإجمال ومبدأ تفاصيل الخصوصيات وقال المحسن شيخى ويمكن أن يجاب أيضا بأن يقال خلق ما فى الأرض إنما يستلزم كونها مدحوة أن لو كان ما فى الأرض بمعنى إيجاده مفصلا وليس بلازم بجواز : أن يكون الخلق بمعنى التقدير الذى هو فيه تفصيل الخصوصيات فالمعنى قدر لكم ما فى الأرض جميعا ثم خلق السموات السبع وسواهن ولا محذور فى أن يخلق الله تعالى الأرض أولا على هيئة الفهر ويقدر فيها إجمالا جميع ما ينتفع به الإنسان من الرواسى والأقوات وغيرها ، ثم خلق السموات ، ثم يبسط الأرض ، ويمهد للسكنى ، ويخلق فيها على التفصيل ما قدره إجمالا ، والله أعلم لحقيقة الحال. انتهى. وما قبله أن الخلق ليس بمعنى الاتجار بل بمعنى التقدير إلا أنه جعل التقدير للتفصيل قلت ولا يخفى ما فى هذه الأجوبة ، فإن صريح آية «حم فصلت» التى فيها تحديد خلق الأرض بأربعة أيام ، ليناسب على الخلق فيها على التقدير ، وكذا تعميم ما فى الأرض بقوله جميعا ، فى آية البقرة لا يلائم الحمل على الإجمال روى التفصيل فليتأهل وأجاب سعدى أفندى عن آية النازعات بناء على القول بتقدم خلق الأرض مدحوة بأن البعدية محمولة على البعدية الربيبة وأجاب صاحب الكشف عنها بأن كلمة ذلك فى قوله ـ بعد ذلك دحاها ـ إشارة إلى ذكر خلق السماء نظير ما زكرنى ثم قال الكاذرونى وفيه ان كون الطرف معلقا به ما يدفعه وجوابه أنه يتعلق بمقدر وتقدير الكلام أقول بعد ذكر ما ذكر دحاها لا بدحاها. انتهى وقال المحقق التفتازانى فى حواشى سورة البقرة : وسيذكر الكشاف فى حم فصلت ما يدل على تأخر إيجاد السماء عن خلق الأرض ودحوها جميعا حتى قيل أنه خلق الأرض وما فيها فى أربعة أيام ثم خلق السماء وما فيها فى يومين ، ذكر ذلك فى الروايات فلا يفيد ، ثم يدل رتبة التراخى إلا أن يقول قبل رواية كون إيجاد السماء إيجاد الأرض فضلا عن دحوها ، قيل ما روى عن مقاتل والأوجه أن قول تأويل قوله تعالى : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) انتهى كلام المحقق التفتازانى بقوله والأوجه أن إلى آخره الى ما اختاره من تقدم خلق الأرض عليه فتذكر ومنه يظهر أن جوابه على