الإشكال الوارد عن انتظام الأرض مع السماء فى الأمر بالإتيان مع أن خلق الأرض قد تم لا يتم لاتننا به هل تأخر الدحو؟ ولا قتضابه أن يكون الأمر بعد خلقها ، وقوله «فقضاهن» لا يساعد عليه إلا إن يقال أن إرادة كونهما على الوصف جاز أن يتقدم خلق السموات ، أما كونهما على الوصف فهو متأخر ، ومعنى الأمر الإرادة ما حقق ويتم جواب الإشكال حينئذ ولو قيل : إن التمثيل للدلالة على أنهما محلا قدرته تعالى يتصرف فيهما كيف يشاء أمجاد أو إجمالا لا ذاتا وصفة وهو تمهيد لمقولته فقضاهن أى لما كان أمر الخلق بهذه السهولة قضى السموات وأحكم خلقها فى يومين فيصبح هذا القول قل كونهما وبعد وفى أثنائه ، إذ ليس الغرض دلالة على وقوع لكان أظهر فى الجواب انتهى كلام الكشاف هذا وقد علمت أن القاضى يرى بتقدم خلق السماء على خلق الأرض ، وذكر فى تفسير سورة حم فصلت أن الأرض وما فيها خلق فى أربعة أيام متصلة ولم يبين عين تلك الأيام وذكر أن السماء وما فيها خلقت فى يومين وحكى تعينهما بقبل وهو أنهما يوم الخميس والجمعة ، نقلى هذا يكون أيام خلق السماء متقدمة على أيام خلق الأرض ، وهذا فيحتمل أن يكون تلك الأيام التى خلقت فيها الأرض وما فيها ، متصلة باليومين اللذين خلق فيهما السماء وما فيهما فاذا كان المبدأ يوم الخميس والأيام متصلة كان الانتهاء بيوم الثلاثاء ولم يذهب أحد بأن مبدأ الدحو يوم الخميس فكيف هذا وقد عين صاحب الكشاف فى الأيام الأربعة التى خلقت فيها الأرض ، وما فيها حاليا بقبل حيث قال : قبل خلق الأرض يوم الأحد ويوم الإثنين ، وما فيهما يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء : وخلق السموات وما فيها من يومين فى يوم الخميس والجمعة. انتهى وهذا ظاهر على مختاره من قدم خلق الأرض على خلق السماء ، موافق لظاهر آيتى البقرة وفصلت ومودلا لآية النازعات بما تقدم هى مقتضى جوابه فى آية فصلت عن ذكر الأرض فى قوله تعالى (فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً) الآية مع السماء وانتظامهما فى الأمر بالإتيان مع كون الأرض مخلوقة قبل السماء بيومين بأنه قد خلق جرم الأرض أولا غير مدحوة ثم دحاها بعد خلق السماء كما قال : «والأرض