فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) فى تتمة أربعة أيام : لأن اليومين اللذين خلق فيهما الأرض من جملة الأربعة ، وأنه مع ما يفهمه ظاهر آية فصلت هن قبل الرواس وما ذكر عنها فى أربعة أيام لأنه يلزم أن يكون خلق الأرض وما فيها فى ستة أيام وقد ذكر بعده أن خلق السموات فى يومين فيلزم أن يكون مدة خلقهما ثمانية أيام ، وهذا يخالف صريح الأيات فى أن خلقها فى ستة أيام بقى أن الكلام فى تحقيق إطلاق هذه الأيام قبل خلق السماء ، وما مقداره هل يتى مقدار أيام الدنيا وأيام الآخرة فنقول : قال : القاضى البيضاوى فى سورة الأعراف فى ستة أيام أى : فى ستة أوقات كقوله تعالى : (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ) أو فى مقدار ستة أيام فإن التعارف فى النوم زمان طلوع الشمس إلى غروبها ، ولم يكن حينئذ وفى خلق الأشياء مدرجا مع القدرة على إيجاده ، ورفعه دليل الاختيار واعتبار النظار وحيث على الثانى فى الأمور انتهى قال مولانا سنان أفندى قوله فى سته أوقات بأن يتخلل بين هذه الأوقات خمسة خالية ، وقوله فإن المتعارف تعليل صالح للتوجيهين وقوله دليل الاختيار فإن قلت : يجوز أن يكون الفاعل مؤخيا مشروطا بأمور توجد وقتا فوقتا قلت : ماله إلى التسلسل أو ثبوت الاختيار وقوله اعتبار النظار لاخفاء فى أن هذا يتوقف على تقدم خلق الملائكة على خلق الأرض والسماء انتهى قلت : المذكور فى تاريخ الخميس أن الله خلق يوم الخميس السموات ، وخلق يوم الجمعة الشمس والقمر والنجوم والملائكة ، وهذا يقتضى تأخر خلق الملائكة عن خلق السموات ثم ذكر من العرايس أنه خلق يوم الخميس ثلاثة أشياء السموات والملائكة والجنة هذه تقتضى خلق الملائكة مع السموات فى يوم الخميس ، لكن أيهما أسبق لا يعلم ثم رأيت فى الحبايكن ان الله تعالى خلق الملائكة يوم الأربعاء ، وخلق الجن يوم الخميس ، وخلق آدم يوم الجمعة. انتهى فعلي هذا يكون خلق الملائكة متقدما على خلق السموات لأن لم يزمن يقول بتقدم خلق السموات على يوم الأربعاء فعلى كلام الحبايكن اعتبار التنظار منهم واضح ، إن قلنا برأى القاضى بتقدم خلق السموات على خلق الأرض ، وإن الملائكة خلقت يوم الخميس ، فيكونون قد شاهدوا خلق السموات والأرض تدريجا ، وأما على رأى صاحب الكشاف فى