تقدم خلق الأرض وما فيها هل خلق السماء وما فيها ومعلوم أن الملائكة من مخلوقات السماء فإن قلنا بأنهم خلقوا فى يوم الجمعة ، فهم لم يشاهدوا خلق شىء من الأرض والسماء ، وإن قلنا بأنهم خلقوا فى يوم الخميس مع السموات ، فلا يظهر مشاهدتهم لخلق السموات إلا إن تقدموا فى الخلق ، وأما الأرض فلتقدم خلقها عنده فلم يشاهدوها ، وأما كلام الحبايكن فى اعتبار النظار عليهم بذلك بأخبار الصادق ثم رأيت ابن عادل قال : وهذا عند من يقول خلق الملائكة قبل خلق السموات والأرض ، وقد علمت وقال المحقق التفتازانى : إثبات الجهات العلوية والسفلية والأربعة قبل خلق السماء والأرض مبنى على التقدير ، والتمثيل ، وللواقفين على أسرار الآيات فيه كلام آخر. انتهى واعترضه المول فسرو بأنه لا حاجة اليد فى الجهتين ، لأن المراد بهما ما يسمى لأن ما يعلو والسفل فكان قيل خلق لكم ما فى جهة أسفل الآن ثم استوى إلى ما فى جهة العلو نعم يحتاج اليه فى الأيام الستة والأربعة لأن اليوم زمان طلوع الشمس ، ولا شمس حينئذ فيصار إلى التندير. انتهى وذكر فى الكشاف فى تفسير سورة حم فصلت أن الأرض خلقت فى يوم الأحد ويوم الأثنين ، وما فيها فى يومين يوم الثلاثاء والأربعاء ، وخلق السموات وما فيها فى يوم الخميس ويوم الجمعة ، وفرغ فى آخر ساعة فى يوم الجمعة فخلق فيها آدم وهى الساعة التى تقوم فيها القيامة وقال القاضى : قيل أن السموات خلقت يوم الخميس ، والشمس والقمر والنجوم يوم الجمعة ، قال المحقق التفتازانى : إثبات حقيقة النوم قبل خلق السموات والأرض ، وتعيين الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء مشكل. قال الرازى : فإن قيل وما فيها أعظم من الأرض وما فيها بأضعاف مضاعفة فى الخلق فى أن الله تعالى خلق الأرض وما فيها فى أربعة أيام والسموات وما فيها فى يومين قلنا السموات وما فيها من عالم الغيب ومن عالم الملكوت ، ومن عالم الأمن ، والأرض ومن فيها من عالم الشهادة والملك والخلق والأول أشرع من الثانى ، ووجه آخر : وهو أنه فعل ذلك ليعلم أن الخلق على سبيل التدريج فى الأرض ، وما فيها لم يكن للعجز من خلقها دفعة واحدة بل كان لمصالح لا تحصل إلا بذلك ، ولهذه الحكمة خلق العالم الأكبر فى ستة أيام والعالم الأصغر وهو الإنسان فى ستة أشهر ، وقال المولى أبو السعود