عليه كلام الغزالى فهذا الحديث الثابت يأخذ قوله بأوليته وقد حكى أبو العلاء الهمذانى أن للعلماء قولين فيما خلق أولا هل هو العرش أو القلم؟ قال : والأكثر على سبق خلق العرش واختار ابن جريح ومن قبله الثانى : وفى الحديث «الصحيح كان الله ولم يكن شىء غيره» وفى رواية ولم يكن معه وكان عرشه على الماء وكتب فى الذكر كل شىء» وفيه دلالة على أنه لم يكن فى القدم غيره تعالى لا الماء ولا العرش ولا غيرهما لأن كل ذلك عن الله تعالى قال السمهودى وظاهر قوله تعالى (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) سبق خلق الماء على خلق العرش وجاء فى رواية» وكان عرشه على الماء» ثم خلق القلم فقال له : اكتب ما هو كائن ، ثم خلق السموات والأرض وما فيهن وصرح بترتيب المخلوقات بعد الماء والعرش ، وإن القلم بعدهما ، وقد روى أحمد والترمذى وصححه من حديث أبى رزين العقيلى مرفوعا إن الماء خلق قبل العرش» وروى السدى فى تفسيره بأسانيد متعددة أن الله تعالى لم يخلق أشياء مما خلق قبل الماء أولا ثم العرش ، وجمع بين ذلك وبين ما سبق فى أولية القلم بأن أوليته بالنسبة إلى ما بعد الماء والعرش أو بالنسبة إلى ما صدر منه من الكتابة إذ أنه قيل له اكتب أول ما خلق وهذا الجمع موافق بما سبق عن الأكثر من تقدم خلق العرش على القلم انتهى كلام السمهورى وقال الشيخ ابن حجر الهيثمى وعن جابر ـ رضى الله عنه ـ قال : يا رسول الله أخبرنى عن أول شىء خلقه الله قبل الأشياء ، قال يا جابر : إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله تعالى ، ولم يكن فى ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جنى ولا إنس ، فلما أراد الله تعالى أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء فخلق من الجزء الأول القلم ومن الثانى اللوح ، ومن الثالث العرش ، ثم قسم الرابع أربعة أجزاء فخلق من الأول السموات ، ومن الثانى الأرضين ، ومن الثالث الجنة والنار ، ثم قسم الرابع أربعة أجزاء فخلق من الجزء الأول نور أبصار المؤمنين ، ومن الثانى نور قلوبهم ، وهى المعرفة بالله تعالى ، ومن الثالث نور ألسنتهم ، وهو التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله». الحديث وصح حديث أول ما خلق الله القلم وجاء بأسانيد