ومر غلام يأخذ إزاره ويتقى به الحجارة فغشى عليه فلما أفاق سأله أبو طالب فقال أتانى آت عليه ثياب بيض فقال : بل استتر فكان أول شىء رآه رسول الله صلىاللهعليهوسلم من النبوة أن قيل له : استتر ، ومر غلام قال : فما رأيت عورته من يومه. فقد قال الحافظ فى الفتح : إن النضر ضعيف وقد ضبط فى إسناده وفى متنه فإنه جعل القصة فى معالجة زمزم ولم يذكر العباس وقد قدمنا أن عكرمة والحكم بن أبان روى القصة عن ابن عباس عن أبيه فى قصة بناء البيت انتهى ، أو رده العلامة المحدث الشامى فى سيرته ثم رأيت الزركشى ذكر فى الإعلام أنه قال البخارى فى صحيحه حدثنى عبد الله بن محمد بن أبى عاصم أخبرنى بن جريج أخبرنى عمرو بن دينار قال : سمعت جابر ـ رضى الله عنه ـ يقول : لما بنيت الكعبة ذهب النبى صلىاللهعليهوسلم وعباس رضى الله عنه ينقلان الحجارة فقال العباس ـ رضى الله عنه ـ للنبى صلىاللهعليهوسلم اجعل إزارك على رقبتك فخر صلىاللهعليهوسلم إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء فقال : أرنى إزارى فرده عليه فذكر السهيلى فى بقية الحديث سقط مغشيا عليه فضمه العباس ـ رضى الله عنه ـ إلى نفسه وسأله عن شأنه ، فأخبر أنه نودى من السماء أن اشدد عليك إزارك يا محمد ، قال ابن الجوزى : ليس فيه دلالة على كشف العورة وإنما فيه كشف الجسد. انتهى ، ولهذا قال الحضرمى فى تفسير قوله تعالى (بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما) أنه لم تبد لغيرهما حتى لا يعلم غيرهما مكانه الجنابة كما علماه ولو بدت للأغيار لقال : بدت منهما وقد نقل إن آدم صلىاللهعليهوسلم كان عليه سبعمائة حلة وكانت عورتهما قبل ذلك مستورة ولما يعلما أن لهما عورة قال القتابى : لم يكونا رأيا عورتهما إلى ذلك الوقت ، وكان على سؤتيهما نور إذا نظرا إليها غلب ذلك النور على أبصارهما ومنعهما من أبصارهما أما لما ذهب ذلك النور أيضا فبدت لهما سؤاتهما فلما رأيا فزعا وحسبا أن غيرهما أيضا يرى ، فتأمل ، ثم أعلم أنه تقدم فى القصة أن الله بعث للحية طائرا فأخذها ، وألقاه إلى أحيائه قد ذكر بن جماعة أنه يروى أن هذه الحية هى الدابة التى تخرج عند قيام الساعة تكلم الناس قال العلامة الدميرى : واختلفوا فى كيفية الدابة التى هى من أشراط الساعة اختلافا كثيرا فقيل إنها على خلقة الآدميين وقيل جمعت خلق كل حيوان وعن ابن عباس أنها الثعبان الذى كان فى جوف الكعبة ، واختطفه العقاب حين أرادت قريش بناء البيت الحرام وأن الطائر حين اختطفها ألقاها بالحجون ثم يلقبها الأرض ، فهى الدابة التى تخرج تكلم الناس عند الصفا بمكة