يتصدع لها الخيل والكائن إلى منى وقيل تخرج من الطائف وقيل من الحجر معها عصا موسى وخاتم سليمان ـ عليهماالسلام ـ تضرب المؤمن بالعصى وتختم وجه الكافر بالخاتم فتنقش هذا الكافر روى السهيلى أن موسى ـ عليهالسلام ـ سأل ربه أن يريه الدابة التى تكلم الناس فأخرجها الله له من الأرض فرأى منظرا لها أفزعه فقال : يا رب ردها فردها ويروى أنها تخرج حين ينقطع الخير ولا يؤمر بالمعروف ولا ينهى عن منكر ولا يبق منيب ولا نائب والظاهر أنها واحدة وروى أنه يخرج من كل بلد دابة مما هو منسوب نوعها إلى الأرض وليست واحدة فتكون دابة اسم جنس وفى الحديث أن الدابة وطلوع الشمس من المغرب أول الأشرط ولم يعين الأول منهما وكذا الدجال وظاهر الأحاديث أن طلوع الشمس آخرها وفى الميزان للذهب عن جابر الجعفى أنه كان يقول : دابة الأرض على بن أبى طالب وقال وكان جابر الجعفى شيعى يرى بالرجعة إلى أن على يرجع إلى الدنيا.
قال الإمام أبو حنيفة : ما لقيت أحد أكذب من جابر الجعفى ، ولا أفضل من عطاء بن أبى رباح وقال الشافعى : أخبرنى سفيان بن عيينة قال : كنا فى منزل جابر الجعفى فتكلم بشىء فترى لنا خوفا أن يقع علينا السقف ، ومع ذلك روى له أبو داود والترمذى وابن ماجة ووفاته سنة ٦٦ وكأنه انتهى وأما بنا ابن الزبير الثابت فى الصحيحين وغيرهما فهو صاحبى بن صاحبى ولده الزبير بن العوام القرش بن صفية عمة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأحد الثمانية السابقين والستة أصحاب الشورى والعشرة المبشرين بالجنة والشجعان المشهورين لم يلحقه (كحمزة) وعلى أحد فى الشجاعة والغزو سنة وأما هو فعبد الله بن أبى حبيب وأبو بكر بن أسماء بن أبى بكر ذات النطاقين ولد بعد عشرين شهرا من الهجرة بالمدينة وكان أول مولود بها واشتد فرح المهاجرين به لأن اليهود توعدوهم أنهم عملوا لهم ما أبطل نسلهم فلا يأتيهم ولد فلما ولد بان كذبهم وقد حنكه رسول الله صلىاللهعليهوسلم بتمرة لاكها وسماه عبد الله وكناه أبا بكر باسم جده الصديق ـ رضى الله عنه ـ وكان ختوما يواصل الخمسة عشر يوم وأكثر قواما طويل الصلاة وصولا للرحم عظيم الشجاعة قوى قسم الليالى ثلاثة فليلة يصلى قياما إلى الصبح وليلة يصلى ويستمر راكع إلى الصبح وليلة يصلى ويظل ساجد إلى الصبح وكان أطلس لا لحية له من العرب المشهورين وشجاعتهم الموصوفين وأحد العباد