الأربعة المتقاربين سناءا وعلما وذكاءا وفهما والثلاثة عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وليس فيهم ابن مسعود لأنه أكبر منهم سنا فليس من طبقتهم ، وقد روى عن النبى صلىاللهعليهوسلم ثلاثة وثلاثين حديث ولما احتمم صلىاللهعليهوسلم أعطاه دمه فقال عينه أو غيبة فى موضع لا يراك فيه أحد فلما جاء إليه قال له : ما فعلت بالدم قال : شربته قال إذن لا تلج النار بطنك ويل لك من الناس وويل للناس منك فكان كذلك لأنه كان مما أبى البيعة ليزيد وفر إلى مكة وأطاعه أهل الحجاز واليمن والعراق وخراسان ولم تخرج عن طاعته إلا أهل مصر والشام فإنهم بايعوا اليزيد فلما هلك أطاع أهلها عبد الله بن الزبير وخرج مروان بن الحكم فتغلب على مصر والشام إلى أن ولى عبد الملك فجهز جيشا كثيفا على ابن الزبير وأمر الحجاج بن يوسف الثقفى فحاصره ورمى عليه بالمنجنيق وخذل ابن الزبير أصحابه فخرج ابن الزبير وحده قاتل قتالا عظيم إلى أن استشهد ـ رضى الله عنه ـ فى سنة ثلاث وسبعين من الهجرة وأنشد فيه النابغة :
حكيت لنا الصديق لما وليتنا |
|
وعثمان والفاروق فرتاح معدما |
وسويت بين الناس بالحق ماستوى |
|
وعاد صباحا حالكا لو اشمم |
فسببه نشأ عن تخلفه عن بيعة يزيد والدخول تحت طاعته ، وذلك لأن يزيد كان أمير سوء ، كما أشار إلى ذلك أبو هريرة ـ رضى الله عنه ـ لما قيل له من يخرجهم يعنى أهل المدينة منها فقال : أمراء السوء ولابن شيبة عنه والذى نفسى بيده يكونن بالمدينة ملحمة يقال لها الحالقة لا أقول حالقة الشعر ولكن حالقة الدين فأخرجوا من المدينة ولو على قدر بريدة ولابن أبى شيبة عنه اللهم ما لا تدركنى سنة ستين ولا أمره الصبية يشير إلى ولاية يزيد وكانت سنة ستين وإلى كانت الحرة فهى السبب فى ترك المدينة كما يشير إليه قول القرطبى متبعا لقيا من فلما انتهى حال المدينة كما لا وحسنا تناقض أمرها إلا أن أكفرت جهاتها ، وتوالت الفتن فيها فخاف أهلها ، وارتحلوا عنها ووجه إليها يزيد بن معاوية مسلم ابن عقبة المرسى فى جيش عظيم من أهل الشام فترك بالمدينة ليلة الأربعاء ليلتين بقيت من ذى الحجة سنة ثلاث وستين من الهجرة.