فقاتل أهلها فهزمهم وقتلهم بحرة المدينة قتلا ذريعا واستباح المدينة ثلاثة أيام فسميت «وقعة الحرة» لذلك ويقال لها مرة زهرة وكانت الواقعة فى موضع يعرف بواقم على ميل من المسجد النبوى فقتل بقايا المهاجرين والأنصار وخيار التابعين وهم ١٧٠٠ قتل من أخلاط الناس عشرة آلاف سوى النساء والصبيان وقتل من حملة القرآن سبعمائة رجل قال وقال الإمام بن حزم فى المرتبة الرابعة وجالت الخيل فى مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبالت وراثت بين القبر والمنبر ـ أدام الله تشرفيهما ـ ولم يصل أحد فى المسجد تلك الأيام ولما كان فيه أحد حاشا سعيد بن المسيب لم يفارق المسجد ولو لا شهادة عمرو بن عثمان بن عفان ومروان بن الحكم له عند مسلم بن عقبة بأنه مجنون لقتله وهتك مسلم حرمة المدينة ونهبها واستخف بأصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومدت الأيدى إليهم ونتف لحية أبى سعيد الخدرى ـ رضى الله عنه ـ وكان مما لزم بيته فأخذوا جميع ما فى داره حتى سوط الفرس حتى أخذوا زوجين من حمام كان صبيانه يلعبون بهما وأكره الناس أن يبايعوا يزيد على أنهم عبيد له إن شاء باع وإن شاء أعتق .. وذكر له يزيد بن عبد الله بن زمعة البيعى على حكم القواعد والسنة فأمر بقتله فضربت عنقه وأمه حاضرة ولم يرع حرمتها وكانت من المهاجرات الأوائل فهى زينب بنت أم سلمة ربيبة رسول الله صلىاللهعليهوسلم فهى التى دخلت على رسول الله وهى طفلة وهو يغتسل فنفخ الماء فى وجهها فلم يزل كالشباب فى وجهها حتى عجزت وقاربت المائة فدعت على مسلم بن عقبة هذا وذكر الأخباريون أنها قلت من أهلها وبقيت ثمارها للقوافى وبالت الطلاب على سوارى المسجد. انتهى كلام القرطبى ـ عليه رحمة الله تعالى ـ. وسبب أمر يزيد بذلك على ما ذكره ابن الجوزى أنه ولى عثمان بن محمد بن أبى سفيان المدينة فبعث إليه وفدا منها فلما رجعوا قالوا قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر ويعزف بالطنابير ويلعب بالكلاب وإنا نشهدكم أنا قد خلفناه مع أحشائه جائزتهم فخلفوه عند المنبر وبايعوا عبد الله بن حنظلة الغسيل على الأنصار وعبد الله بن مطيع على قريش وأخرجوا عاملة عثمان وكان بن حنظلة يقول ما خرجنا عليه حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء وفى كتاب الواقدى أن ابن سينا كان عاملا على حوافى المدينة وبها يومئذ صواف كثيرة حتى كان معاوية ـ رضى الله عنه ـ يجىء من المدينة وأعراضها مائة ألف وسق وخمسين