زادها من الحجر فلم يعجب ابن الزبير وذلك فصارت عريضة لا طول لها فقال قد كانت قبل قريش تسعة أذرع وزادت قريش تسعة أذرع وأنا ص ١٤٣ أزيد تسعة أخرى فبناها سبعة وعشرين ذراعا فى السماء إلى سبعة وعشرين مدماكا وعرض الجدار ذراعا وجعل فيها ثلاث دعايم فى صف واحد وكانت قريش جعلت فيها ست دعايم فى صفين وأرسل إلى صنعاء فأتى برخام منها يقال له البلق فجعله فى الزورات التى فى سقفها للضوء. انتهى ، وهذا مخالف لما تقدم عن الأزرقى من أن طول البيت كان سبعة وعشرين ذراعا فاقتصرت قريش إلى آخر ، وكما سبق فيه فتأمل وجعل ابن الزبير البيت بابين متقابلين أحدهما يدخل منه والآخر تخرج منه وفى شفاء الغرام أنهما لاصقان بالأرض قال الحافظ ابن حجر جميع الروايات التى جمعتها فى هذه القصة مخفقة على ابن الزبير جعل الباب ما الأرض ومقتضيا أن يكون الباب الذى زاده على قسمته وقد ذكر الأزرقى أن جملة ما غيره : المخارج الجدار الذى من جهة الحجر والباب المشدود الذى فى الجانب الغربى عن يمين الداخل الركن اليمانى وما تحت عتب الباب الأصلى وهو أربعة أذرع وشبر وهذا موافق لما فى الروايات المذكورة لكن المشاهد الآن فى ظهر الكعبة باب مسدود يقابل الباب الأصلى وهو فى الارتفاع مثله ومقتضاه أن يكون الباب الذى فى عهد ابن الزبير لم يكن لاصقا بالأرض فيحتمل أن يكون لاصقا كما صرحت به الروايات الحجاج لما غيره رفعه ورفع الباب الذى يقابله أيضا ثم بداله فسد الباب المجدد ولكن لم أر النقل بذلك صريحا ثم قال : وذكر الفاكهى أنه شاهد هذا الباب المسدود من داخل الكعبة فى سنة ثلاث وستين ومائتين فإذا هو يقابل باب الكعبة وهو يقدره فى الطول والعرض وفى أعلاه كلاليب ثلاثة كما فى الباب الموجود سواء والله أعلم انتهى واعترضه بعض المتأخرين بأن فى قوله ويحتمل أن يكون لا صقا كما صرحت به الروايات فيه بعد إذ مشاهدة البناء فى أسفل الباب وارتبط بعضه ببعض يقضى بخلاف ذلك وعليه فكيف ما وقع فى سيرة الشامى حيث ذكر القصة وذكر فيها أن ابن الزبير جعل لها بابين ملتصقين بالأرض ، هذا وكان باب الكعبة قبل بناء ابن الزبير مصراعا واحدا فجعله مصراعين ، طولهما أحد عشر ذراعا وجعل الباب الآخر زائه على هيئته وجعل لها درجا من خشبة معوجة وصعدتها إلى طهرها وقد نقص الحجاج من طول الباب خمسة