الأول سنة ثلاث وسبعين وقيل فى جمادى الآخرة فيها وله ثلاث وسبعون سنة ، ولما قتل ـ رضى الله عنه ـ كبر أهل الشام فرحا بقتله فقال عبد الله بن عمر : انظروا إلى هؤلاء لقد كبر المسلمون فرحا بولادته وهؤلاء يكبرون فرحا بقتله وبعث الحجاج برأسه ورأس عبد الله بن صفوان ورأس عمارة بن عمرو بن حزم إلى المدينة ثم إلى عبد الملك وصلب جثته منكسة على الثنية اليمنى بالحجون فأرسلت أسماء تقول : قاتلك الله على ماذا صلبته؟ قال : استبقت أنا وهو إلى هذه الخشبة وكانت له فاستأذنته فى تكفينه ودفنه فأبى وكتب إلى عبد الملك يخبره بصلبه فكتب إليه بلومته ويقول : لا خليت بينه وبين أمه فأذن لها الحجاج فدفنته بالحجون وكان قبل مقتله بقى أياما يستعمل الصبر والمسك لئلا ينتن إن هو صلب فلما صلب ظفر منه ريح المسك فقيل إن الحجاج صلب معه كلبا ميتا وقيل سفورا وقلب على ريح المسك ولما قتل عبد الله ركب أخوه عروة بن الزبير ناقته لم ير مثلها وسار إلى عبد الملك فسبق رسل الحجاج فاستأذن على عبد الملك فأذن له فلما دخل عليه سلم عليه بالخلافة فرحب وأجلسه معه على السرير فقال عروة :
قال تقتلونا يوم حرة رافم |
|
فنحن على الإسلام أول من قتل |
ونحن قتلناكم بيد راذلة |
|
وأبنا باسلاب لنا منكم نقل |
فإن ينج منا عايذ البيت سالما |
|
فكل الذى قدنا لنا منكم حلل |
نهيب بإرجام إليك قربى |
|
فلا خير فى الأرحام ما لم تقرب |
وتحدث حتى جرى ذكر عبد الله فقال عروة : إنه كان فقال عبد الملك وما فعل قال : قتل فخر ساجدا فقال عروة : إن الحجاج قد صلبه فهبنا جثته لأمه قال : نعم وكتب إلى الحجاج فعظم صلبه ، وكان الحجاج لما فقد عروة كتب إلى عبد الملك أن عروة كان مع أخيه ، فلما قتل عبد الله أخذنا لآمر قال الله وهرب فكتب إليه عبد الملك يقول : إنه لم يهرب ولكنه أتانى مبايعا وقد أمنته وحللته مما كان منه وهو قادم عليك فإياك وعروة فعاد عروة إلى مكة وكانت غيبة عنها ثلاثين يوما فأنزل الحجاج جثة عبد الله ابن الزبير من الخشبة وبعث بها إلى أمه فغسلته فلما أصابه الماء تقطع فغسلته عضوا عضوا وصلى عليه عروة وقيل غيره