وقيل لم يصل عليه أحد منع الحجاج من الصلاة عليه وكانت أيام ولايته منذ مات معاوية بن يزيد إلى أن قتل سبع سنين وأياما وكان له من الأولاد عبد الله وحمزة وخبيب وثابت وعبادة وقيس وعامر وموسى وكاتبه زيد بن عمرو وما معه سالم مولاه ذكر نبذة من سيرته وأخباره كان ـ رضى الله عنه ـ كثير العبادة إذا سجد وقفت العصافير على ظهره فظنه سابطا لسكونه وطول سجوده وقال بعض السلف : قسم عبد الله بن الزبير على ثلاث حالات : فليلة قائم حتى الصباح ، وليلة راكع حتي الصباح ، وليلة ساجد حتي الصباح ، وقيل : أول ما علم من حمته أنه كان يلعب ذات يوم مع الصبيان وهو صبى فمر رجل فصاح عليهم ففروا ومشى عبد الله القهقرى فقال للصبيان : اجعلونى أميركم وشدوا بنا عليه ومر به عمر بن الخطاب وهو يلعب مع الصبيان ففروا ووقف هو فقال له عمر : ما منعك أن لا تفر معهم؟ فقال : لم أجرم فأخافك ، ولم تكن الطريق ضيقة فأوسع لك ، وقال هشام ابن عروة ، كان أول ما اتضح من عمل عبد الله بن الزبير وهو صغير السيف فكان لا يضعه من فيه فكان الزبير يقول : والله ليكونن لك منه يوم وأيام وقال ابن سيرين : قال ابن الزبير : ما كان شئ تحدثنا به كنت إلا فقد جاعل ما قال إلا قوله فتى ثقيف يقتلنى ، وهذا رأسه بين يدى يعنى المختار ، قال : لم يشعر ابن الزبير أن الحجاج قاتله ومر به عبد الله بن عمر ـ رضى الله عنهما ـ وهو مصلوب فقال : يرحمك الله إن كنت لصواما قواما ولقد أقلعت قريش إن كنت شرها وكان الحجاج قد صلبه ثم ألقاه فى مقابر اليهود وأرسل إلى أمه لتحضر له فلم تحضر فأرسل إليها لتيأتينى إليك لأبعثن من يسحبك بقرونك فلم تأبه فجاء إليها فقال : كيف رأيتنى صنعت بعبد الله قالت : رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك وأن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حدثنا أن فى ثقيف كذابا ومييزا أما الكذاب فقد رأيناه وأما المييز فأنت ، وقال : مطن بن عبد الله : كان ابن الزبير يفطر من الشهر ثلاثة أيام ومكث أربع سنين لم ينزع ثوبه عن ظهره وقال مجاهد لم يكن باب من أبواب العبادة يعجز عنه الناس إلا تكلفه ابن الزبير. ولقد جاء شبل طبقة البيت فجعل ابن الزبير يطوف سباعه. انتهت أنصار عبد الله ابن الزبير قلته كم غير ذلك من أخبار أيام عبد الملك ونبدأ بأخبار الحجاج وما فعل بمكة والمدينة وبيعه أهل مكة لعبد الملك بن مروان وما فعله الحجاج من هدم الكعبة وبنائها مسيرة إلى المدينة وما فعله فيها بالصحابة رضى الله عنهم قال : ولما فرغ الحجاج من أمر عبد الله بن الزبير